حالة خاصة
لم تكن هي المرة الأولى التي يُقدم فيها مروان على ضرب زوجتهِ التي إتخذت لها مكاناً زاوية منزِلها الفوضوي، بعد أن إنقطعت جاراتها عن زيارتها، وإنقطعت عنها جميعُ الأُماني بالخلاص من هذه الحياة الرتيبة. كانت تقضي مُعظم أوقاتها بالتأمل، صامتةً لا حِراك، لا غد، لا شيء يُثلج صدرها المُلتهِبُ كما بُركانٍ إنصهرت به حِممٌ وغطت شهقاتهِ مسافاتٍ ومسافاتٍ. على غفلةٍ مِن ساعات الألم الطويلة، تسلل إلى يومياتِها البائسة بريقُ املٍ، أعاد البسمة إلى شفافها العابسة، والحركة لجسدها الناحِل! ليتحول منزلها المُضطرب إلى مأوى فراشاتٍ، إستعار ألوانها الربيعية طِوال فصولٍ اربعة، أعادت أناملُها الرشيقة الدوران لساعتها المُتعبة من إنتظارات الثواني
والبهجة لزهور صالونها الذي حل دِفءُ الأماسي عليهِ، لقد تحولت إلى أُنثى في عنفوان عطاءها، لا تهدأ ولا تملُ من مُلاحقة أيام الأسبوع!
تجددت حياتها إثر تعرض مروان لحادثٍ أودى بحياتهِ، كانت صدمةً غيرت مُجريات حياتِها، حولتْ زاويتَها الْتي حضنت مأساتها إِلى مكانٍ مُنعزلٍ جمعت فيه صورَ زوجها الراحل وبعضاً مِن صورٍ لأرملةٍ تخطت الأربعين ولم تزل وفية لِعفتها حافظة لمنزلٍ أودعتهُ تفاصيل حياتها!