عينُ السّما لمْ تنهمرْ إلاّ لهمْ هذي الحروفُ النازفاتُ ندائي =نهجٌ رسمتُ طريقهُ برثائي ما صغتُها لأخطّها بلْ قلتُها =ليكونَ في عنوانِها سيمائي لتسِّحَّ بعدي دمعةٌ مِن مؤمنٍ =لمْ يتّخذْ لهواً سوى الأرزاءِ سيّانِ لو أنّي اتّخذتُ مِن الأسى =عيناً كعينِ تماضرِ الخنساءِ فَنَزفْتُ مِن وَسْطِ الفؤادِ بدائلاً =مافيه ِ غيرُ حشاشةِ الأعضاءِ كيف الثواءُ بخيمةٍ وسْطَ الفَلا =هي في عيونِ الكونِ كالأُمراءِ إنّي عرفتُ الحُزنَ يوم ولادتي =والجسمُ لا يشفى بغيرِ دَواءِ لاتسألوني البوحَ أو وصفَ الجوى =إنّي افترشتُ وسادةَ الغبراءِ ثكلانُ يجذبني الحنينُ لكربلا =شتانَ بينَ النوحِ والأهواءِ ما العمرُ ؟ مافي العمرِ لولا كربلا =إلاّ سرابٌ ظاهرٌ كالماءِ ومشاعري نارٌ تشُبُّ مع الجوى =وقصائدي وقفٌ إلى الزهراءِ أمسى سواءٌ في الدُّنا وقع ُالأسى =عندَ الصّباحِ وعندَ كلِّ مساءِ بالأمسِ قدْ شاطرتني في غربتي =ياليلُ بين سعادتي وشقائي روحي تئنُّ كأنّما أشجانُها =قدْ زَلْزَلَتْ جَبَلاً على البيداءِ ودّعتُ أيامَ الحسانِ وَعِفْتُها =وشرَعتُ أنْ أبقى مَعَ الثَّكْلاءِ لهفي لقومٍ صُرّعوا في كربلا =باتوا على الأحجارِ والرّمضاءِ أنا بينَ آلامي وبَينَ صَبابتي =حيناً وبينَ مَصائبي وبلائي فَنَظَمْتُ في شَرقِ البلادِ وغَرْبِها =شِعْراً يهزُّ خواطرَ الشّعراءِ حتى بكيتُ على الكُماةِ بلوعةٍ =ويطولُ في هذا الزّمانِ عزائي أنا خادمٌ نظمَ الفصيحَ بعزّةٍ =لمْ ينجذبْ يوماً إلى الطُّلقاءِ وَلَوِ انْحَنى هذا اليراعُ لظالمٍ =لَدَفَنْتُهُ جهراً مَعَ التُعَساءِ إنّ الكلامَ وثيقةٌ محفوظةٌ =رسَمَتْ طريقَ شهادتي وولائي سَيَكونُ في يومِ الحسابِ ذَخيرتي =ويكون ُيومَ قيامتي ورجائي وَلَقادَني يومُ الحسابِ بيانُهُ =للطاهرين وأقدَسَ الأسْماءِ يا أيُّها الراثي أبا الشُّهداءِ =بمجالسِ الزُّهادِ والحُكماءِ خُطِّ القريضَ مآسياً وفجائعاً =وانشرْ فصيحَ الشّعرِ في الأرجاءِ واسْتجمِعَ العبراتَ دَمعاً أو دماً =فالكونُ بين مدامعٍ ودماءِ لمْ ترثِ للثقلينْ غيرَ صحابةٍ =ظُلموا، وخيرَ أشاوسِ الهيجاءِ فَعَقدْتُ قلبي رايةً ثوريّةً =للحزنِ ، لا للظبيةِ الغيداءِ ومَضَيتُ أهتفُ للحسينِ وصَحْبِهِ =إنَّ الحسينَ عقيدةُ الأُمناءِ لاحتْ لي العرصات ُ مِنْ أعلامِها =فنَشَرْتُ في تلك الربوعِ لوائي وإذا بصوتٍ بالفجائعِ مُعولاً=وَدَنا بمهجته ِمِنَ الأدباءِ بينَ الشّجونِ وبين كلِّ ثكولةٍ =ناحتْ ، وأُخرى ردّدتْ ببكاءِ تهمي إذا وقفتْ ، وتندُبُ إنْ سَرَتْ =وعلى رثائِكِ قدْ نظمتُ رثائي قدْ كانْ يشجيني المُصابُ معَ الأسى = فكأنّما الدّمعُ الهتونُ ردائي لولاكِ ما اتّقدَ القريضُ ولا اكتوى = قلبي وقلبُ الصّخرةِ الصّماءِ وجريتُ في رَكْبِ العزاءِ على اللّظى = حتى انتهيتُ بزمرةِ الحُنفاءِ تلكّ المشاهدُ والفصولُ شواهدٌ = فابعثْ فؤادكَ يأتِ بالرّفقاءِ رُزْءُ الخلائقِ في الحسينِ فجيعةٌ =فيما أحاطَ بها مِن الأرزاءِ ذُبحتْ على نحرِ الحسينِ شرائعٌ =بإصولِها ومناهج ُ العلياءِ أنصارُ دينُ الله تحتَ لوائهِ =نُحِروا وتلك سجيّةُ الشُّهداءِ وُلِدوا على أرضِ الطفوفِ بكربلا =في جبهةِ الأشرافِ والنُّجباءِ أَودى الرّدى ببواسلٍ لم ينْحَنوا =إلاّ إلى الخلّاقِ لا الأحياءِ عينُ السّما لمْ تنهمرْ إلاّ لهمْ =شتانِ بين الدّمعِ والأنواءِ والراسياتِ تصَدّعتْ وتزحزحتْ =بعد الذخائرِ مِن بني الزّهراءِ وجهُ الثّرى مُتخضّبٌ بدمائهِمْ =مافيهِ غيرُ رسالةٍ وإباءِ حتى الفراتُ يهيمُ عشقاً بالأُلى =ويبوحُ بالأسرارِ للرّمضاءِ والنّجمُ يهوى للثرى مُتكدّراً =متفجّعاً كثواكلِ الأبناءِ والحورُ قدْ نصَبَتْ عزاءً في السّما =في مجمعٍ مافيهِ غير ُنساءِ أما الملائكُ بالدّماءِ تخضّبوا =والحاملونَ العرشَ في العلياءِ المرسلونَ على الحسينِ توافدوا =خرّوا لهيبتهِ إلى الغبراءِ والناسُ تنعى كلَّ حينٍ آيةً =في الطّفِ أو في البيتِ والأحياءِ يا أيها السبطُ الأبيُّ تحيّةً = أسمى مِن الترتيلِ في الأرجاءِ أذهلتني يابنَ المكارمِ لو ترى = قلبي يئُنُّ لصَدْمَةِ الأنباءِ واللهِ مانزَلَ الحُبورُ بساحتي = أبداً ولا عانيتُ مِنْ أرزائي واللهِ ما سكَنَتْ لواعجُ مُهجتي = مابينَ ثُكْلٍ سيّدي وبُكاءِ لو كانَ في وسطِ الجبالِ مشاعرٌ = لبَكَتْ عليكَ بمُقلَةِ الزهراءِ واللهِ يا سبطَ النبوةِ لَمْ تكُنْ = إلاّ مِنَ الأسباطِ والنُّجَباءِ بكَ يستنيرُ الدّربَ كلُّ مُسدّدٍ = إنّ الجهادَ مسيرةُ الشّهداءِ بكَ ينقشعُ الظلامُ مِنَ الورى = ويدومُ هذا النورُ في الأجواءِ بكَ يابن طه نقتدي في نَهجِنا = بلْ صِرتَ نورَ القلبِ في الظلماءِ هيهاتَ نبرحَ عنْ مسيركَ لحظةً = يا رافعاً للدينِ خيرَ لواءِ هذي الضحايا في الطفوف هديةٌ =مِنْ كعبةِ الأحرارِ والشهداءِ الصّابرونَ على البلاءِ بعزمِهِمْ =مادمتَ فيهم سورةَ الإسراءِ ثبتوا ، فنالوا في العلا جناتَهَمْ =وهَبوا فتلكَ سجية ُالسُّعداءِ ياصاحِ فاكتبْ للحسينِ وَصَحْبِهِ =فبِهِ يعودُ الدينُ للشرفاءِ علي كريم الربيعي ( سراج ) – دمشق 25/12/201 1 – الأحد 1 صفر البحر الكامل