مهلاً
أيها الحزنُ مهلاً
على الرضيع ِ
على الفطيمِ
على الفطينِ
على الصبيِ اللدن ِ
مهلاً على البنت،
ِعلى المرأة ِ
وعلى الشيخ ِالهرمِ
مهلاً على ميراث َِجدي
ومن صار فوق هذا الترابِ
ومن جرفهُ سيلَ العرمِ
نذورٌ على نُصْبِ الآلهة ِ
على أبوابِ الأضرحةِ
خراف ُالنذور..!
انتُعلتْ جلودهُم في الأقدامِ
أوبئة العصر وثكلى الزمان ِ
المراعي مزدحمةٌ بالأغنامِ
والقرودُ تغريها الثمارُ
والذئابُ لا يُشبعها الطعام
مهلاًً
أيها الموتُ أيها الحزنُ
الموتٌ ثم الموت ُ
القتل ُثم ّالقتل
تعبأتُ الأرض برائحةَ الموتى
ملّ الترابُ الجماجمَ
تعبأت الأرضُ بسحاب الغُبار
واللوم عليك أيها الحزن ُ
على استيطانك مرافئ قلبي
فرقت جوانحي وسفكت دمي
ألوم الحاكم َ والمحكومِ
والقابع المستترُ خلف السُور
ألومُ الصبيَ وهذا الشيخُ الوقور
ألوم كل من طاف حول الضريح
وجعل من القوت نذور
ألوم كل من أغرته رنه الخلخال
ونظر الكعوب وتمنى الوصال
تلك امرأة غجرية ....!
استباحت كل ألوانَ الفجورِ
ألوم ُجاري ومن دخل َداري
من آمن بالله رباً
ثم جعل لله عبداً نداً
من ظن أنه سوياً
و كان للشيطان ولياً
ومن شهد أن الظلم مباحاً .!
وجعله وحياً للإنسان نبياً
مهلاً أيها الحزنُ
دولةٌ إسلامية ٌ...تتارية
وصرخةُ الشيطان....!
وجدت لها مهدياً
دواعشٌٌ،ثعابينٌ ،خفافيشٌ ٌ
كلنا في الدماء مرتزقونَ ،
طعامُنا صار شهياً
مهلاًً
قاتلون . مقتلون ...
في الذنب متساوون
لا فرق بيننا ، لا اختلاف
كُلنا دواعشُ من هذا الباب
لماذا أنت قاتلي ؟
أعلى سمرة وجهي ؟
فالأرضُ سمراءٌ
أعلى بياضُ قلبي
البياضُ رمزٌ للصفاء
على أي هُويةٌ تقتلني ؟
أن عبدت الله الديان
وشهدت من حاد عن الحق مُدان
أليس أنا بإنسان ؟
ملعون معلون أيها الشيطان
ومن أوقد بين الخلائق النار
ملعون يا شيخ الفجار
مهلاً أيها الحزن مهلاً ً
قد هدمَ الفأر الجدران
بقلمي // سيد يوسف مرسي