آخر رسالة حب ...... .. إنّي وأدتُ الحبّ في الأحشاءِ ما خانتك يا ليلى أحاسيسي الذنب ذنبي إذ وعدتكِ دون علمٍ أن أهلي قد أقاموا في طريقِ الحبِّ آلاف الموانعِ والمتاريسِ لا عذر يا ليلايَ رغم العجز يهدمني ورغم الهمّ يعصرني فقد أصبحت من بعد ابتساماتي يقيَّد مهجتي يأسٌ وبؤسٌ والدموع الجاريات بعين قلبي تنظم الأشعار نارا .. تحرق الأضلاعَ تجعلني ركامَا الغمّ يأكل في حشايا وتسطر الأحزان ديوانا جديدا من أسايا هي ذي الجراح تمُرُّ فوق حطام أوردتي ولا ترضى سلاما الحب يكبر كل يوم لا تتوق سوى لهمسك أذن قلبي الذنب ذنبي حقا وعدتُ وما استطعتُ فضاعَ وعدي أقسمتُ أن أبقى قريباً ثم جاء اليوم يحمل ما جهلنا ذقتُ بُعدكِ يا حبيبةُ ذقتِ بُعدي حسبي هواكِ حبيبتي ما دمت حيّا فإليكِ نبض مشاعري وحنين صوتي وانقباض القلب في خفقانه ودموعه عند انبساط الشعر يجري بالقوافي إذ تمر على بساطِ النبضِ حَرَّى أوصيكِ ألّا تكتبي جُرحا على إحساسكِ الغضِ البريءْ أنا لستُ فارسكِ الجريءْ ضيعتُ وعدكِ يا لمى لكنني قد صرت مسلوب الإرادةْ مالي تمزقني الهموم تهدني الذكرى ويندبني قصيدي كلما غنيتُ لا ألقى سوى الهذيان في صوت الجنونْ لا تسمعي ما قد يقول الشامتونْ لا تعبثي بقصيدتي وترفّقي في قتل قافيتي لأني حين جمعت الحروف بنيت بيتا أنتِ فيه بكل ركن لا تزالينَ لا تتركيني في بحار التيهِ إنّي قد زرعتُكِ في ضميري قبل أن تغدو بذوركِ ياسمينا لكن حُلمي يا لمى لم يكتملْ الآن غابتْ بسمة الشجرِ النديِّ وزهرة الأملِ البهيّ وضحكة الأطيارِ حتى ضقتُ بالدنيا فضاقتْ بي السبلْ الآن حان فراقنا وانهار صرح وصالنا طاوعتُ أهلي - مجبرا – لا عذر ... أعرفُ يا لمى لكن قلبك لن يصدق قولهمْ كم قلتِ لي : "صوت الكذوب يجوب دنيا الزيف لكن لا يصلْ " لا يعرف العذال ما معني الحياء ولا الخجلْ أوصيكِ خيراً بالقصيد فإنّني بدمِ الوفاءِ كتبته ولْتعلمي أني بهجركِ لست أدري ما العملْ القلبُ ينكر نبضه فيصيب أفكاري الشللْ فلتذكريني إنني سأظلّ أحفظ حبنا حتى ولو كسر الأقارب دفتي أو قلتُ شعراً بعد ذلكَ أو صمَتُّ ولم أقلْ فتيقَّني أنّي سأحيا فيكِ عمري كلّه نبضاً صدوقاً طاهراً حتى يوافيني الأجلْ ....... .. شعر / أحمد سعيد موسى