والحنين إليك يا وادي النمل حنين إلى كل متكامل لا يعرف التجزئة أو التجزيء .
الحنين إلى واد أشبه ما يكون بملكوت يتفاوت مراتب قاطنيها في البلوغ وجودة الرأي وجمال الرجز.
ولعلك أيها الوادي تجد لواعج الغربة ونوازع الحنين إلى إبن لك لم يعرف الفتور ولا الصخب
وأنما ألبسك حللا ووقف يذود عنك فحلا وصرف عنك مذاهبا ونحلا . وقادك إلى بر الغنيمة والخصب .
كيف أعرفك بنفسي يا وادي النمل وكيف أنبئك بين كل مكارمي عن مكرمة
تشخص لي كما تشخص و تشهد أبي قبيس وأسدال الكعبة على مكة.
كيف أقطع غيوم واديك لأقول لقطعة غيم منها هاك خذي من حنين صدري بركة و غدير
ماء كيف أبدد وخامة واديك ببرد أنفاسي ونقاءها وألبس تلك الوخامة رداءا من سديم .