"بردة الشعر" لشاعر العرب الأكبر "الجواهري" قيامٌ لربِّ القوافي قيامْ = مَليكِ الحروفِ التي لا تَنامْ عِراقِية ٌرُوحُهُ نَخْلَة ٌ = وَمِنْ عِذْقِِها سالَ شَهْدُ الكَلامْ ظَفائِرُ للصُبْح ِصاغَ المُنى = بِحَرْفٍ يُطارِحُ شَمْسَ الغَرامْ أَبو السَلْسَبيل ِالنَبيل ِالهَطولِ= وَخَصْمُ الطَوى المُسْتَبِدِّ الزُؤامْ إلى دِجْلَة ٍزَفَّ عِطْرَ الهَوى= فَفاحَتْ شَناشِيلُهُ بِالهُيامْ وَحَلَّقَ في جُنْحِهِ جَعْفَرٌ = فَفَضَّ المَغيبَ العَنيدَ الحِمامْ وَصالَتْ طَلائِعُهُ لِلحُسينِ = جُنُودُ البَديعِ القُراحِ الكِرامْ أَحاطَتْ سِواراً على مِعْصَمٍ= على رَوْضَةِ البَذْلِ حـُرَّ الأَنامْ فَيا ساكِنَ اللَيْلِ سمُُّارَهُ = رُوَيْداً على الصَمْتِ يَوْمَ الفِطامْ ويا أَيُّها العِشقُ تِرْحالُهُ = يَشُدُّ حِبالاً بِكُلِّ الغَمامْ وَقَلْبٌ لَهُ تارِكٌ واحداً = بِجَنْبِ الفُراتَينِ صَبُّ الأَدامْ فَما ناخَ بِالعِيْرِ غَرْبِيَّةً = وَشَرْقِيةً بِابنِ عَمِّ الكَلامْ وَعَتَّقَ صَبْرَ عَناقِيدِهِ = بِقُمْقُمِ مِنْ أَلْفِ عامٍ وَعامْ فَذي كَأْسُكَ الأَنْجُمُُ السافِراتِ = بِبَوْحٍ لِيُثْمِلَ حَتّى الرُخامْ قَصائِدُهُ مِنْ بَناتِ الهَوى = تَعَرَّتْ لِحَدِّ انْقِضاءِ المرامْ وفاحَتْ بِسِحْرِ اشْتِعالِ الجَوى = وجادَتْ بِشَهْدِ الرُضابِ المُدامْ مَسَلّاتُكَ البِيضُ مِنْ بابلٍ = وَزَقـُّورَةٌ أَيْنَ شِئْتَ المَقامْ فَيا أَوَّلَ الغَيْثِ عِنْدَ الظَما = وآخِرَ فَجْرٍ أَقَلَّ الحُطامْ حَمَلْتَ العِراقَ الرُحى غُرْبَةً= بِقُطْبٍ يَلوكُ الطَريقَ الصَمامْ كَأَنَّكَ حَجٌّ إِلى غايَةٍ = عَلى نَعْشِها طَوّفَ الإِضْطِرامْ فُراتٌ وَسَاحَ عَلى عَنْبَرٍ = بِلا هَجْعَةٍ فَيْضُكَ المُسْتَدامْ عِراقِيَّةٌ رُوحُهُ طِفْلَةٌ = وتاهَتْ بِطَفِّ فَجِيعِ الخِيامْ فَيا طائِراً شَالَ مِحْرابَهُ = وَأمَّ البُحورَ العُبابَ العِظامْ وَيا جُرْحُ تاهَتْ مَطاراتُهُ = ويا جُرْحُ يَأبى وُرُودَ السَلامْ يَقِمْنَ النُزوفُ بِهِ شاطِئاً = شَغُوفاً عَصِياً على الالتئام وغصنٌ بكى زهرُهُ ذابلاً = فسال القريحُ القراحُ السقام ورائعةُ الأرضِ أطنابُها = فمٌ راحلٌ في محيقِ الشآم فجفّ شدا البوحِ من منهل= وجفّ على الغصن شدو الحمام وما طاله الرجم من أقزمٍ = فلا يُدرِكُ السيلَ سفحُ الغمام بعيداً بعيداً علا كوكبٌ = يشعُّ ابتسامَ الشموسِ القسام فليست به عتمةٌ أو دجى = فيخلِدُ صبحٌ لصبحٍ وئام أنا أيها الروحُ لا مطلعٌ = يليقُ ببدرِ البيانِ التمام ولا بردةٌ ترتقي أنجماً = سوى النورِ والحبِّ شعراً يقام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *إشارة لقصيدة ابن خاله الشاعر العراقي النجفي الكبير"علي الشرقي" التي ينصح الجواهري فيها بأن يتكلم بإبن عم الكلام إتقاء لشر الخصوم من قولة الصدق الصريحة