\
ماذا جَرى؟
في الجوع نأكلُ بعضَنا..؟
كيف القلوبُ تحَجَّرَت..
كيف القساوةُ أينَعَت.
وَتَبَرْعَمَتْ في أرضنا وتَفَجَّرَت
ما للزمانْ
إذْ صارَ يَخطبُ وُدَّنا لِيَهدَّنا
يغتاظُ حينَ تبسَّمَتْ شمسُ الصباح لغَيْرِنا
حتى الأماني في القلوبِ تَبَدَّلّت
المالُ صارَ شعارَنا
والحقدُ صارَ هتافَنا
والبعدُ زيَّنَ دَرْبَنا
وَتَغَيَّرَتْ كُلُّ القِيَمْ
أينَ الأخُوَّةُ والمَحَبَّةُ والنَّقاء..
أينَ الصَّديقْ؟
والجيرةُ القَعْساءُ باتَتْ فاجِعَةْ
أين الطيورُ البِيْضُ تَرْقُصُ في الصَّباح
على مَواويلِ النَّدى في حَيِّنا
الكلُّ ظلَّلَه الغُبارْ
الكلُّ غَطّاه الرَّمادْ
والشوك نامَ بِثُقْلِهِ القاسي
على ماءِ الفُراتْ
صِرنا نكيلُ لبعْضِنا سَيْلَ التُّهم
زرعوا بروضتِنا الفِتَنْ
حتى السُّؤال
قد صارَ يُحْسَبُ بالثَّمَن
ما ضَرَّهُم
قدْ ضَرَّنا
الكلُّ مَلَّ مِنَ الرَّحيل
فِي عِزِّ داجيةِ الظلام
الكلُّ يبحثُ عن حنان
بين الضِّباع الجائِعَةْ
والخوفُ جَـلَّـلَهُ المكان
الدربُ أصبحَ مُقفرا
والصمتُ صار مُحيّرا
وأنا أحدِّقُ في الطريقْ
الحبُّ يحرقُ خافقي..
بالآهِ ترتجفُ الشفاهُ
و يشتَهي العمرُ الصفاء
الصبرُ يجهلُ دربَ أيّامي
فيغلبُني البكاءْ
أينَ الطفولةُ كي تفكَّ وثاقَنا
وتعيدَ للأيام هالاتِ الضياء
أو للبياضِ نقاءَه
أو للمحبَّة أيَّ ثوبٍ مِن بهاءْ
ويعيدَ ملء سمائنا
لبراءة الأطفال ضحكتَها على وجه السماء
كلُّ الأماني ضائعة
قد نامت الأحلامُ ما بين الجفون
في غربة الأرواحِ
في الليل الطويلِ
وفي العيون الخادعةْ
الحزنُ ينخرُ في العظامْ
خلف الحدودِ ..وفي محطات القطارِ
وفي المطار ..
وصدى زفيرِ الحبِّ يخترقُ الضلوع
كالرّعدِ يسكنُه الجنون
آهٍ .. وتغرقُني الدموعْ
آهٍ .. ويدهشُني المصير
كل الأضالعِ جائعة
شيء تنامى داخلي
يعلو على كلِّ الهموم
في العمقِ من بعدِ احتضار
أترى تعود لعمرنا أيامُه
يوماً .. كما ذكرَ الخطاب
هذا المساءْ!!!!!!
الشمس تشرق من بعيد
تحنو
على وجه النخيل
والريحُ تدفعُ بالسحاب
والقلبُ يهمس للصباح
نبضاً على صفحِ السماءْ
بعد المواتْ
وتداعبُ النسماتُ زهوَ جبيننا
ويعودُ للنهرِ النقاء
يمحي تجاعيد الزمان
ويزيل عن روحي الألم
ونعودُ شوقاً للحياة
لا بدَّ يوماً راجعةْ
\
عواطف عبداللطيف
#من خريف طفلة