جنود بلادنا من لم يؤوبوا راجعينا إلينا من ميادين القتال الداميات يخيل لي أحياناً بأن أولائك الغياب ما اجتدثوا أراضينا و لكن أصبحوا طيرا لقالق هائمات . و مذ تلك العهود من الزمان و هم أسراب أطيار تحلق و هي تدعونا أليس لذلك نصمت كلنا أحزان إذا نحو السماء رنت مآقينا ؟ . و انى اليوم أبصر ساعة الغسق طيور لقالق بيضاء تسرب في الغيوم و تتبع نفس ما ألفت تسير به من النسق قديما حين كانت بشرا تمشى على نحو نظيم . و ما هم يقطعون طريقهم في الأفق ممتدا ينادون بأسمائهم بعض الأهالي فما أشبه لهجاتنا الجبالية مدا بأصوات اللقالق و هي تصرخ في الأعالي . و ذاك مثلث من طيرها ضفرا ليذرع في الغروب السحب و هو مهلهل جهدا و أبصر في صفوف الطير موقع طائر صفرا لعل الموقع الخالي مكان لي أعدا . و حين يحل ميقاتي سأمضي أطير مع اللقالق في العتمة الزرقاء ألقلق من وراء الأفق في حزن أناديكم بأسمائكمو يا كل من خلقت فوق الأرض من أحياء