وشهد شاهدٌ من أهلها

الإسلام دين أول حضارة قامت فى العالم
====================
مقتطف من كتاب "العرب فى اسبانيا" . للمستشرق البريطانى استانلى بوول (1854-1931)
**ملحوظة: إذا لم يكن العالم الإسلامى اليوم كالأندلس بالأمس فالذنب ذنب المسلمين وليس ذنب الدين الإسلامى
***********
إن تاريخ اسبانيا يقدم لنا تناقضا حزينا . قبل ألف ومائتى عام أضاف طارق بن زياد , البربرىّ ، أرض القوط الغربيين إلى القائمة الطويلة من الممالك التى دانت للمسلمين . ولمدى زهاء ثمانية قرون ، وتحت حكام أتباع محمد ، وضعت اسبانيا لأوربا كلها مثالا ساطعا للدولة المتحضرة المستنيرة . وافرزت أقاليمها الخصبة ، بمهارة فاتحيها الصناعية والهندسية ، ثمارها مضاعفةً مائة مرة . شهدت أقاليم الوادى الكبير وقادس وملقا وقرطبة وغرناطة..وغيرها ميلاد مدنٍ لا حصر لها فى أوديتها الغنية . مدن ما زالت أسماؤها ، وأسماؤها فقط ، تحمل مجدا اختفى إلى الأبد مع الماضى . تلك المدن تحلم الآن بماضيها فى الفن والأدب والعلوم التى ازدهرت فى أرجائها كما لم تزدهر فى أى بقعةٍ فى أوربا . إذ كان الطلاب يتقاطرون صوبها من فرنسا وألمانيا وانجلترا لينهلوا من ينابيع العلوم التى لم تكن تتفجر إلا فى المدن الأندلسية . جراحو وأطباء الأندلس كانوا فى طليعة حملة العلم . وكان يتم حث النساء على النهل من العلوم فلم يكن مستغربا أن تجد الطبيبات بين أهل قرطبة . ولم يكن التفوق فى الرياضيات والفلك وعلم النبات والتاريخ والفلسفة والقانون..معروفا فى العالم إلا فى الأندلس . (وللحديث بقية)