يا زمنَ الوصلِ تعبتُ من الأشواق
وتهالكّتُ على شطانِ العمر
يا زمنَ الوصلِ كَبَتْ أشرعتي
تاهت في عرض البحر سفني
إني استسلم لقضاء العمر
إني أُلقي أسلحتي وارفع راياتي
بيضاءَ على مفرقِ أَحزاني
أعلن للملأِ باني ما عدت قيس ولا وضاح
وخَبَتْ في ديواني نارُ الحبّ
ألقيت ورائي كلَّ حروفِ الشعر
ومزقْت دفاترَ أشعاري
غارت في الأرض ينابيعي
فشلت كلُ مشاريعي
ماتت أزهاري وانكفأ ربيعي
بعد الستين لا توجد أشعار ودواوين
لا يوجدُ أكثر من خارطةٍ تدعى خارطة طريق
طريقٍ واحدٍ نحو الهاوية
بعد الستين نحمُدُ ونسبّح كلَّ صباح
ويدبُّ الإيمان في جوانحنا
وندعو أن نرحل بكرامتنا
بعد الستين يهل الدمع من الأحداق
نتذكرُ أيامَ طفولتنا
نتذكر أيام بطولتنا
نتعثر بالكلمات
ونُكِثر من كلمة كنت وكان
آهٍ لو عاد العمر لماضي الايام
لا تزهر أشجار الياسمين من بعد يباس
أترعنا الزمن بمرِّ الكاس
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 02-05-2018 في 11:38 AM.