عودة إلى عصر الطوفان

عودة إلى عصر الطوفان
================
نبدأ الجزء الثانى ب(ألف سنةٍ إلا خمسين عاما) . أول ما يتبادر إلى الذهن هو اختلاف سنة وعام . إذن الكلمتان مختلفتان وإن ظننا بأنهما نفس الزمن . إذن لن تستقيم المعادلة 1000 - 50 = 950 لأنه لا يمكن طرح تفاح من برتقال . "ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائةٍ سنين وازدادوا تسعا" ومع أن الله هو من أخبرنا فإن الآية التالية تقول "قل الله أعلم بما لبثوا" فيتبع تشكيك بما جاء فى الآية السابقة ، أى بقيمة (سنين) ! ولكن الآية "قال بل لبثت مائة عامٍ فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه" جاءت قاطعة ولم يتبعها تشكيك فكلمة "عام" إذن ثابتة . ولماذا كلمة (سنة) غير ثابتة؟ لأن (السنة) هى تقويم أرضى من وضع الشعوب و(عام) تقويم إلهى ثابت . فنحن نتعامل مع السنة القبطية والسنة الفارسية والسنة الهندية والصينية والفرعونية والنوبية..إلخ وكلها تختلف عن بعضها . انظر إلى الآية "غُلبت الروم . وهم من بعد غلبهم سيغلبون . فى بضع سنين" لم يحدد القرآن كم سنة؟ لأن السنة الرومية تختلف عن السنة الفارسية وعن السنة العربية فأوجزها فى "بضع" . ومعظم استخدامنا لكلمة سنة يكون فى مجال الزراعة فالسنة هى الفترة التى يستغرقها موسم زراعى كامل لمحصول معين من بدء زراعته وحتى اكتمال حصاده بينما العام هو مضىّ 12 شهر من تاريخ معين . وأهالى حلفا الجديدة يعلمون أن العام قد يحتوى على أكثر من موسم زراعى فموسم زراعة الفول يُعتبر سنة وزراعة القمح سنة والذُرة سنة والعدسية سنة..إلخ فنقول مثلا (الطماطم السنة دى كانت ناجحة..ولو تكررت زراعتها فى نفس العام نقول: الطماطم السنة دى أحسن من السنة اللى فاتت) ومعنى ذلك أن العام قد يحتوى على سنتين بمعنى موسمين..وفى مناطق أخرى ربما ثلاث أو أربع . "وإلى لقاءٍ آخر"