بغداد/ علي ناصر الكناني
امرأة عراقية تحدت بصبرها وعنادها ظروفها الحياتية القاسية بعد فقدها زوجها لتتولى زمام المسؤولية في العمل من خلال الوسيلة الوحيدة التي تمتلكها العائلة وهي سيارة(الكيا) وتقودها وسط استغراب ودهشة الجميع في شوارع بغداد.
ولعلنا اليوم نشعر بشيء من الزهو والفخار ونحن نسلط الضوء على حكاية السيدة رافدة شاكر (ام زينة) التي اعيتها السبل كما تقول: في ان تجد عملاً عله يكون حلاً تدرأ به شبح العوز والحاجة عن اسرتها وعيالها فما كان ذلك الا من خلال قيامها بالعمل على سيارة(كيا) لنقل الركاب بعد اتقان تعلمها السياقة على يد زوجها الراحل.
وأضافت: يعرفني الجميع بـ (ام زينب) وينادونني بأم زينة، واعمل سائقة كيا لنقل الركاب منذ اكثر من عام ونصف العام، شاء القدر ان افقد زوجي وعدداً من افراد عائلتي قبل سنوات، نتيجة اعمال عنفٍ طائفية فاصبحتُ المعيل الوحيد لبناتي وابنائي الثمانية والذين اغلبهم من التوائم ويحق لي الفخر والاعتزاز لكوني استطعت ان اوصل اثنتين من بناتي الى المرحلة الجامعية ورفضت العديد من طلبات الزواج ثانيةً اكراماً لابنائي ولذكرى والدهم الراحل.
وعن سبب اختيارها مهنة شاقة كالسياقة والتي عرفت بكونها حكراً على الرجال قالت ً:قد لا تصدق بأني طالبة في المرحلة الثانية في كلية الطب، واجلت دراستي لثلاث سنوات لأتمكن من اعالة عائلتي وتحملي المسؤولية بعد وفاة زوجي.
لقد عملت بمهن عديدة قبل السياقة منها: خياطة الملابس وبيع الخضراوات ولكن صعوبة المعيشة وارتفاع الايجار وضعاني امام خيار العمل كسائقة بعد ان خذلني جميع الذين ائتمنتهم على العمل بالسيارة الوحيدة التي نمتلكها والتي قمت بشرائها بالاقساط بمعاونة اهلي وبعض معارفي.
ولابد من الاشارة الى ان السيدة (ام زينة) قد اكتسبت خبرة ومهارة عالية وجيدة في تصليح العطلات الطارئة والمفاجئة التي تحصل في سيارتها، ويسارع الجميع لابداء المساعدة لها وخصوصا رجال المرور والجيش الذين طالما ينادونها
اهلا بالبطلة والمجاهدة) والبعض الاخر يناديها (بالعلم) ويحرصون على السماح لها بالتوقف لنقل الركاب من الشارع مباشرةً من دون الذهاب الى المرآب (الكراج) الخاص بخطوط النقل الداخلي أي بطريقة (الجابك(.
ولعل من بين المواقف النبيلة والمشرفة التي قامت بها ام زينة والتي تستحق الذكر والثناء هي نقل العديد من جرحى التفجيرات الارهابية والاجرامية التي حصلت قرب مبنى وزارة الخارجية ومتنزه الزوراء على الرغم من اصابتها هي ايضاً اثناء مرورها بالقرب من مكان الحادث.