من مجموعتي القصصية :
[ تمارين في الوصل والهجر \
للعارفين ...] التي لم تنشر بين دفتي كتاب بعد...
لكلِّ شيءٍ إذا ما تمِّ نقصانً = مما يشوب ولا سرور كامل
------------------------------------------------------------
الرواي مجمع بن مجمل ، الذي غالبا ما يروي ويحكي قصص أبي غالب ( الأمة )، حيث حدث عنه إنه قال : كنتت مسترخيا ربما في الوسط..جاءت وجلست إلى جانبي الأيسر..ثم جاء آخر وجلس إلى جانبي الأيمن..ثم جاءوا جميعا من كل صوب وحدب..وكنت أنظر في مرآتي كعادتي مستقرئا بعض ملامحي..نظرت رائحة توقد شمع وهج الذاكرة في القبلة المنسية من قلبي..استرقت سمعا في مرآتها على يساري لم تك ملامح وجهي تتبخر فيها..قلت : قد ألمحني على مرآة الآخر على يميني ؛ ثمة صورة لا تشبهني ..وكان وجهه أكثر وضوحا..ارتعدت من غفلة قد تغطيني..تطاولت في عنقي خلفي وأمامي..كنت أتلاشى وأتلاشى حتى ما عُدت أراني..
ناداني
ثم طريقا تهتُهٌ فيه..
الوجد إلى حنانيك بكاني..أسرعت إلى روزنة في في لحاء شجرة مَدتْ ومُدت بحبر أخضر قبالة البحر رُكنت في وادٍ تكشف من قعر منخفض علو شجرة غربية تنفجر لها أوصالي قبلة وسطا خضبها دم وأنارها من طيبة الطيب عهد ووعد بكاه زماني..
...أقسم مجمع بن مجمل إن أبا غالب ينام تعبا وقهرا ..كان قد كسر مرآته وبدأ يشتم صورته فيهم وما عاد لينام..إلا قليلا ثم قال لي :
تبا لكم ولهذه راحة : النوم فيها طويل عميق...!!
ثم استرخى منتظرا...