مشورة النساء..(حكاية)
---------------------------
كان أحد الملوك يحب أكل السمك، فجاءه يوما صياد ومعه سمكه كبيرة، فأهداها للملك ووضعها بين يديه، فأعجبته، فأمر له بأربعة آلاف درهم .
فقالت له زوجته : بئس ما صنعت ....
فقال الملك : لمَه ؟
فقالت: لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأحد من حشمك هذا القدر قال: قد أعطاني مثل عطية الصياد .
فقال: لقد صدقت، ولكن يقبح بالملوك أن يرجعوا في هباتهم وقد فات الأمر .
فقالت له زوجته: أنا أدبر هذا الحال، فقال: وكيف ذلك؟
فقالت : تدعو الصياد وتقول له: هذه السمكة ذكر هى أم أنثى؟ فإن قال ذكر فقل إنما طلبت أنثى، وإن قال انثى قل إنما طلبت ذكرا
فنودى على الصياد فعاد، وكان الصياد ذا ذكاء وفطنة، فقال له الملك: هذه السمكة ذكرٌ أم انثى؟
فقال الصياد: هذه خنثى، لا ذكر ولا أنثى؟
فضحك الملك من كلامه وأمر له بأربعة آلاف درهم أخرى .
*********
فمضى الصياد إلى الخازن، وقبض منه ثمانية آلاف درهم، وضعها في جراب كان معه، وحملها على عنقه ، وهم بالخروج فوقع من الجراب درهمٌ واحد، فوضع الصياد الجراب عن كاهله، وانحنى على الدرهم فأخذه، والملك وزوجته ينظران إليه
فقالت زوجة الملك للملك: أرأيت خِسة هذا الرجل وسفالته، سقط منه درهم واحد فألقى عن كاهله ثمانية آلاف درهم، وانحنى على الدرهم فأخذه، ولم يسهل عليه أن يتركه ليأخذه غلام من غلمان الملك .
فغضب الملك منه وقال لزوجته صدقتِ .
ثم أمر بإعادة الصياد وقال له: يا ساقط الهمة، لست بإنسان، وضعت هذا المال عن عنقك لأجل درهم واحد، وأسفت أن تتركه في مكانه ؟
فقال الصياد: جُعلت فداك أيها الملك، إننى لم أرفع هذا الدرهم لخطره عندى وإنما رفعته عن الأرض، لأن على وجهه صورة الملك وعلى الوجه الآخر إسم الملك، فخشيت أن يأتى غيرى بغير علم ويضع عليه قدميه، فيكون ذلك استخفافا باسم الملك وأكون أنا المؤاخذ بهذا .
عجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره، فأمر له بأربعة آلاف درهم إضافية .
*********
فعـاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم، وأمر الملك مناديا ينادى: لا يتدبر أحد برأى النساء، فإنه من تدبر برأيهن وأتمر بأمرهن، فسوف يخسر ثلاثة أضعاف دراهمه .
اختيار جميل
تم نقل الحكاية للمكان المناسب لها
تحياتي