هو أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير ، وقيل فيه : تغير كل شيء الا ملح أشعب ، وكان رجلا وسيما يضرب به المثل في الطمع ومن طرفه : * سألته صديقة له خاتما ، وقالت : أذكرك به ، فرد عليها : اذكري أنك سألتني ومنعتك * قيل له : أرأيت أطمع منك ؟ قال: نعم كلبة فلان ، رأت رجلين يمضغان علكا ، فتبعتهما فرسخين تظن أنهما بأكلان لحما * قدم له أحدهم فالوذجة ( نوع من الحلوى ) فلما أكل منها سأله كبف تراها ؟ قال : انها صنعت قبل أن يوحي ربك الى النحل * دخل على الخليفة وكان يأكل حلوى فقدم له واحدة وبعد أن أكلها قال للخليفة ثاني اثنين اذ هما في الغار ففهم الخليفة وأعطاه الثانية فقال أشعب فعززنا بثالث ، فأعطاه الخليفة الثالثة وبعد أن أكلها قال : فخذ أربعة من الطير فأعطاه الرابعة ، وبعد أن أكلها قال : يقولون خمسة ، فأعطاه الخامسة ، وبعد أن أكلها قال : سادسهم كلبهم ، فأعطاه السادسة ، ولما أكلها قال : سخرها عليهم سبع ليال فأعطاه السابعة ، وبعد أن أكلها قال : وثمانية أيام ، فأعطاه الثامنة ، وبعد أن أكلها قال : وكان في المدينة تسعة رهط ، فأعطاه التاسعة وبعد أن أكلها قال : تلك عشرة كاملة ، فأعطاه العاشرة ، فقال : اني رأيت أحد عشر كوكبا ، فأعطاه الحادية عشرة ، فقال : ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، فأعطاه الثانية عشرة ، ثم أعطاه الخليفة الطبق كله ، فقال أشعب : والله يا أمير المؤمنين لو لم تعطني الطبق لوصلت معك الى قوله تعالى وأرسلناه الى مئة ألف أو يزيدون