..ولما كان صاحب المال دائما يتميز بالحرص والدقة فى اختيار أمنائه ، فقد حرصت خديجة على أن تختبر محمدا ، اختبارا عمليا ، فوكلت إليه أمر التجارة ، ثم أرادت فوق هذا أن تختبره روحيا وخلقيا ، إذا ما هو بعد عن مجتمعه الذى عرف فيه بالرزانة والتعقل . وخالط مجتمعا لا يعرف فيه أحد ، ولقى فيه حريته الكاملة ، البعيدة عن الرقابة والعيون ، فأرسلت معه خادمها ميسرة ليرقبه عن كثب ، حتى إذا ما عاد ، عاد إليها بصورة كاملة عن محمد في حله وترحاله . فى سفره وإقامته . فى ممارسته للتجارة . ومعاملته للناس . فى بيعه وشرائه . فى تعرفه على كل وسط جديد يدخله ومع كل أناس يخالطهم .