من كلمةٍ ألقاها الكاتب: عيسى ميخائيل سابا
فى جامعة شيراز
فى ذكرى سيبويه
---------------------
هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب بسيبويه . من سلالة فارسية . نشأ فى البصرة . كان السبب الذى دعاه إلى علم النحو يُلخص بما يأتى: قيل إنه جاء إلى شيخه حماد بن سلمة لكتابة الحديث فاستملى منه "ليس من أصحابى أحد إلا لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء " فقال سيبويه "ليس أبو الدرداء" . فصاح به حماد "لحنت يا سيبويه إنما هذا استثناء" . فانقبض سيبويه عند سماعه هذا وقال فى نفسه: "والله لأطلبن علما لايُلحننى معه أحد" . ومضى من فوره إلى الخليل الفراهيدى وشرع يأخذ عنه وعن يونس وعيسى النحو فقرأه واستطلع أسراره حتى أصبح فيه منفردا لا نظير له وإمام النحاة غير معارض ، فوضع كتابه المشهور . وتنقل لنا الكتب الموثقة لشدة إعجاب القوم به واتفاقهم على مزيته ، أطلقوا عليه اسم "الكتاب" إظهارا وتعظيما له وإجلالا لقدر صاحبه . وقد وصل هذا النابغة الكبير من إتقان علم النحو ما أقر له بذلك علماء عصره ، فقدموه على من جاء بعده من النحاة . واعتُبر "الكتاب" عند أهل البصرة تحفةً يتسابق الفضلاء إلى مهاداته واقتنائه فى مكتباتهم . وأخذ الكوفيون عن أهل البصرة . وكتاب سيبويه ما زال باقيا تتداوله أيدى العلماء وله طبعات متعددة فى باريس وبرلين ومصر وكلكتة .