المُرقِّشُ الأكبر.
هو عمرو بن سعد بن مالك، ويقال هو ربيعة بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب أسد بن ربيعة وسمِّي المرقش لبيت شعر قاله:
الدارُ قفرٌ والرسومُ كما
رقًّش في ظهر الأديم قلمُ
والمرقش من بيت يعبق بالشعر فهو عم المرقش الأصغر الشاعر والمرقش الأصغر عم الشاعر الشاب طرفة بن العبد، والمرقشان من فرسان العرب المعدودين و من عشاق العرب المشهورين. وقد اشتهر في حروبهما حرب البسوس التي دامت أربعـين سنة بين بكر بن وائل و تغلب وكان من الشجعان البواسل المعروفين في هذه الحرب الذين أذاقوا أعداءهم مرارة الحرب، وكان عوف و عمرو أبناء مالك بن ضبيعة عما المرقش الأكبر من كبار فرسان بكر بن وائل وعمر بن مالك هو الذي أسر المهلهل بن ربيعة أخو كليب في غارة من الغارات التي كانت بني بكر بن وائل تشنها على تغلب وأبقاه في الأسر إلى أن مات.
وكان المرقش الأكبر من العشاق المتيمين وصاحبته أسماء بنت عمه عوف بن مالك، فقد أبدى محاولات يائسة لدى عمه في أن يخطبها له إلا أن عمه كان يختلق له الأعذار والمواعيد وأخيراً قال له لن أزوجك أسماء حتى ترأس وتأتي الملوك، وحسب طلب عمه رحل إلى اليمن وتقرب إلى أحد ملوكها فامتدحه ، فأنزله الملك و أكرمه وقربه إليه.
إلا أن عمه أصابته ضائقة شديدة فلم يكن في وسعه إلا أن يضطر أن يزوج ابنته من رجل من مراد باليمن وحملها زوجها إلى بلده، و عندما علم عمه بقدومه عمد إلى حيلة فوضع قبراً زعم له أن أسماء ماتت ودفنت في هذا القبر، وفي إحدى الأيام مّر على صبيان يتحدثون عن أمر أسماء وأن هذا القبر ليس بقبر وعلم أن عمه زوجها لرجل من مراد فرحل في طلبها إلى مراد ومعه غفيلي و في أثناء الطريق مرض إذ لم يستطع الغفيلي حمله و لما سمعت أسماء بأمره بعثت إليه وحُمل إليها و قد أكلت السباع أنفه، و قد كتب على خشب الرحل بالحميرية الأبيات التالية:
يا صاحِبيَّ تَلَوَّما لا تَعْجَلا
إنَّ الرَّحيلَ رَهِينُ أَنْ لا تَعْذُلا
وكأنَّما تَرِدُ السِّباعُ بِشِلْوهِ
إذْ غابَ جَمْعُ بَني ضُبَيْعَةَ مَنْهلا
ولما قرأ قومه هذه الأبيات وكان الغفيلي لا يجيد اللغة الحميرية ضربوه حتى أقر.
ومن جيّد شعره ما قاله في أسماء: