إذا قلتُ هـذا حين أسـلو يَهيجُني ـ نسيمُ الصبا من حيثُ يَطّلِعُ الفجرُ وانّي لَتَعْروني لـذِكـراكِ فَـتْـرةٌ ـ كَما انْتَفَضَ العُـصفورُ بَلّلهُ القَطْرُ هَجَرْتُكِ حتّى قيـل لا يَعْرِفُ الهوى ـ وزُرْتُك حتى قـيل ليس لـه صبرُ صَدَقْتِ؛ أنا الصّبّ المُصاب الذي به ـ تباريحُ حُبٍّ ؛خامرَ القلبَ أو سِحْرُ أما والذي أبكى ؛ وأضْحَكَ والذي ـ أمـاتَ وأحـيا والذي أمرهُ الأمرُ لقد تَركَتْني أحْسُدُ الوحشَ أن أرى ـ ألِـفَـيْنِ مـنها ؛لا يَروعُهما النّفْرُ فيـا هجرَ ليلي قد بلغتَ بِيَ المَدى ـ وزِدتّ على مـا لم يكن بَلَغ الهجرُ ويـا حبَّها زِدْني جَـوىً كـلّ ليلةٍ ـ ويـا سَـلوةَ الأيّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ عجبتُ لِسَعْيِ الدهرِ ؛ بيني وبـينها ـ فلمّا انقـضى ما بينَنا سكن الدهرُ وأنّي لآتيها وفي النـفس هَـجْرُها ـ بَتاتاً لأُخرى الدهر ما وَضَح الفجرُ فمـا هو إلاّ أن أراها ؛فُـجـاءةً ـ فـأبُهْتُ لا عُـرْفٌ لدََيّ ولا نُكْرُ تكــاد يدي تَنْدَى إذ ا ما لمستُها ـ ويَنْبِتُ في أطرافِها الورقُ الـحُضْرُ