فى المساء الأخير جلسنا متقابلين كما اتجاهات الكون الأربعة .. واجهنا ما كان مجهولا منا و غامضا ..تعرت نوازعنا التي طالما أخفيناها وكان الإتفاق على تبادل الرهائن
سجينك أنا ... و أنت أسيرتي فليحرر كل منا الآخر :
ردي لي عيني فطالما تعودت ألا ترى إلا طيفك حين يمر بخاطري .. فأظل أتحدث معه حتى يغفو على صدري ، و أذناي لم تشغفا لحديث إلا لصخب صمتك حين تدوي ضحكاتك الطفولية تداعب نبضات قلبي ،أليست تلك شفتاي المرتسمتان على جبينك ..لم تتعلما حين النطق سوى الهمس بحرف إسمك ، وتلك يداي لم تزل أناملك الصغيرة تحتضنها أصابعي لترسمك كل يوم زهرة لربيع دائم الخضرة ...
إعطني كل ما تركته لديك من وهج و ألق و إنتصار..كل ما أودعته صدرك من قلق و ألم و زخم ، ردي لي عمري و أيامي و دقائقي الكثيرة فى إنتظارك و لتأخذى كل ما وهبتني إياه ...
علبة فارغة من أحلام جوفاء كانت يوما ها هنا و فضلت الرحيل
حرة الآن أنت ...
.
.
.