كل ما فوق الأرض أتى من تحت الأرض . هل جاء شيئٌ من كوكبٍ آخر؟ نبدأ بالإنسان الذى أتى من طينٍ لازب . مم يتكوّن بيته؟ من طين ، رمل ، إسمنت ، ماء ، خشب ، زجاج ..إلخ إلخ كلها مأخوذٌ من قشرة الأرض أو باطنها . وسائل مواصلاته: حديد ، ألمنيوم ، زجاج ، اسفنج ، بلا ستيك..إلخ إلخ كلها من الأرض . مأكله ومشربه وملبسه..إلخ إلخ كله من الأرض . ونحن نلاحظ فى الآيات القرآنية عندما تُذكر مكونات هذا الكون الهائل اللا-نهائى تُذكر فى شكل قسمين دائما وهما (السموات) و (الأرض) . كم عدد الكواكب التى فى مجرتنا فقط ، أى فى مجرة درب التبّانة؟ عدّها العلماء قبل نصف قرن من الزمان فوجدوها نحو مائة ألف كوكب . وكم يا تُرى عدد الكواكب فى المجرات الأخرى؟ وكم عددها فى المجرات التى لم تُكتشف بعد؟ إنها قطعا أعداد مهولة يعجز عن تخيلها العقل . الآيات القرآنية دائما تقول "السموات والأرض" فتضع تلك الأعداد المهولة فى كفٍّ وتضع الأرض لوحدها فى كفٍّ آخر . لدرجة أن هنالك آية تقول (لو كان فيهما إلهٌ إلا الله لفسدتا) فجعلت الكون كله مثنّىً أحد طرفيه السموات كلها والطرف الثانى الأرض لوحدها . وفى آية أخرى (قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين..) أى أن هذه الأرض التى تتراءى كذرةٍ فى غبار الكون أخذت ثلث الزمن الذى استغرقه بناء الكون كله . كل ذلك يشير إلى مدى أهمية كوكب الأرض وهو الوحيد الذى سُمى ب[الكوكب الحىّ] . وإلى لقاء آخر .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 03-26-2019 في 08:32 AM.