لم تسقط بغداد لشاعر الأردن الكبير ادوارد عويس لَمْ تَسْـقُطْ بَغْدادُ وَلَمْ يَفْـزَعْ أَحَـدٌ مِـنْ بَطْشِ " هولاكو ". .! لَـمْ يُـهْرَعْ أَحَـدٌ مِـنْ " إِشْبيلْـيَةَ " في جُنْحِ الْـلَيْلِ لِـيُلْقى في ذُعْرِ الْـبَحْرِ. . ! وَلَـمْ. . . . . لَـمْ تُرْفَعْ راياتُ الْـعُهْرِ الْـهَمَجِيِّ عَلى "بابِ الْـعامودِ". . ! وَلَـمْ. . . . . لَـمْ يَحْدُثْ شَيْءٌ مِنْ هذا. . ! وَالْـقَلَقُ الْـمُتَساقِطُ في آنِـيَةِ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ زَخّاتٌ مِنْ مُنْـخَفَضٍ جَوِّيٍّ يَعْـبُرُ آفاقَ الْـوَطَنِ الْـعَرَبِيِّ وَيوشِكُ أنْ يَرْحَـلَ في آفـاقِ بِلادٍ أُخْرى. .! الآنَ الآنَ يَـروقُ الْـجوْ. . لاشَـيْءَ يُعَكِّـرُ صَفْوَ الأَمْنْ. . ! الآنَ يُشَـنِّفُ مَسْمَـعَ فاتِنَتي حَـسْناءِ " تِهامَةَ " قَوْلُ الْـحَقِّ. . وَتَـنْطَلِقُ الْـقَسَماتُ الْـوَضّاءَ ةُ في الْـوَجْهِ الأَسْمَرِ تُسْـقِطُ مِنْ قَلْـبِ فَتى الأَحْلامِ حُـطامَ الـنَّصْبِ الـتَّذْكارِيِّ لِـكُلِّ جُنودِ الْـحَرْبِ الْـمَجْهولينَ.. فَـلَمْ. . . . . لَمْ يَسْـقُطْ أَحَدٌ في ساحاتِ الإِجْهاضِ الْـعَرَبِيِّ. . ! وَلَـمْ. . . . . الْـحَقَّ أَقولُ لِفاتِـنَتي لا شَـيْءَ يُـعَكِّرُ صَفْوَ الأَمْنْ. . ! الْـحَقَّ أَقـولُ وَيَـنْسَدِلُ الـشَّعْرُ الْـفاحِمُ في أَعْطافِ الْـعُنُقِ الْـوَ لْـهانِ يُنَـضِّدُ دَلاًّ. . وَحَـكايا. . وَتُـصَفِّقُ في أَرْجاءِ الصَّـدْرِ مَرايا. . وَتَـضُوْعُ قَواريرُ "الْـعِطْرِ الباريسيِّ". . وَتَـقْصِفُ في رَدَهاتِ الْـبَيْتِ زَغاريـدُ الأُمِّ النَّـشْوى. . تَـعْلِنُ بَـدْءَ مَراسيمِ الْـعُرْسِ. . وَيُهْرَعُ سُكّانُ الْحَيِّ الراقِدِ في أَوْجاعِ "الْـبَحَرِ الأَْحَمَرِ". . تُـعْقَدُ حَلْقاتُ الـرَّقْصِ الْجَذْلى. . وَتُـدورُ كُـؤوسْ. . وَتَـميلُ رؤوسْ. . وَيَـظَلُّ يَسيلُ الْـلَيْلُ الأَبَـدِيُّ عَلى قَنَـواتِ الْـعَزْفِ. . الْـقَصْفْ. . الْـحَقَّ أَقولُ لِـفاتِنَتي لاشَـيْءَ يُعَكِّرُ صَفْوَ الأَمْنْ. . ! الْـحَقَّ أقولُ فَـلَمْ تَسْقُطْ بَـغْدادُ. . ! وَلَـمْ. . . . . لاشَيْءَ يُعيقُ طُقوسَ الْـعُرْسِ. . وَعِـنْدَ الْـفَجْرِ وَفَوْقَ مَداخِلِ بَيْتِ الْـعُرْسِ تُحَدِّقُ أشْواقِ الْـخِرَقِ الْـبَيْضاءِ الْـمَصبوغَةِ "بالْلَونِ الأَحْمَرِ" في كُلِّ عُيونِ الْـجيرانِ عَلامَةَ طُـهْرٍ. . عَرَبِـيَّهْ. . !!! ــــــــــــــــــ 6-3-1978 ادوارد عويس