..ولا شك أن أصالة الكاتب هى التى حدت به إلى إضفاء النزعة الصوفية على مضمون روايته .. فالباحث عن النزعات الفلسفية فى الفكر السودانى عامة فى القديم والحديث لا يجد بابا أوسع من باب التصوف . فهو أبرز دعائم الفكر السودانى على الإطلاق ، سواء فى العصور الوثنية ، عندما كان مرتبطا بالتراث المصرى القديم ، وكان مجاله كله هو التقرب إلى الآلهة . أو فى العهد المسيحى عندما سادت النزعات الداعية إلى فلسفة الخلاص من رق الأبدان . أبدان الأجساد وأبدان كل ما هو دنيوى على الإطلاق ، إلى أن جاء العهد الإسلامى .