عودة الغائب عدتَ يا غائبا عن البصر ؛ عدت يا غائبا عن البدو والحضر. عدت لتشهد منافع لنا؛ أضعناها بلا حذر . أيها الغائب الحاضر ، هنا منازلك ، هنا ربعك ، هنا زلزال لم يُبقِ ولم يذرِ. ربيعنا أمسى خريفا نلوذ به لنُخفي خيباتِنا واحتماءَنا بالغريب الأشِر لن تنفع فتاوانا ولا الوفاء بالنُّذُر ونحن قومٌ إذا جُعنا أصبحنا ضعاف النظر نأكل لحومنا ميْتة وقد كرهناها ولم نعتبرِ. يا أيها الغائب ،لمَ عدت؟ لتلفِتنا عمّا وجدنا عليه حكّامنا أم لتُحدِّثنا عن عدنانَ ومُضَرٍ وما كان من وحدتنا في ألبومٍ من الصور ؟ ها قد شهدت حاضرنا فهل خرجت بالعبر أم اشتهيت الحضور غيابا و اشتهيت خسوف البصر أم برئت منا فجرا و عصرا وكل الأوقات إلى السَّحَر ؟ عد إلى غيابك حتّى نطهُر من درَنٍ ونغتسل في نقيّ ماء النَّهَرِ بقلمي : شفيق غربال
يعيش داخل كل واحد منا طفل صغير ..فلْنحْذر من اغتياله