لو التزم الفتى منذ أيام الصبا والمراهقة ( أى منذ بلوغ الحلم وجريان القلم على أعماله ) بعمل الصالحات وترك المنكرات لأصبح سعيدا فى هذه الحياة . فى أيام الصبا والبلوغ يختلط الولد بأقرانه ، تلاميذ المدرسة ، فيتعلم من ضمن ما يتعلم ، ممارسة العادة السرية . هو يجد فى ذلك تجربة جديدة مثيرة وباعثة للذة ويشعر بتغير فى حياته ، ولكن المصيبة أنه بالتدريج يدمن هذه العادة بشكلٍ يومى فتكون نتيجة ذلك ، مع مرور الزمن ، ضعف الانتصاب ، والوهن ، وقلة التفكير فى الجنس الآخر ..إلى آخر مضار هذه العادة القبيحة . لو التزم الفتى بأخلاق الدين الإسلامى منذ مراهقته لشعر بأن العادة السرية مستهجنة ومكروهة فى الدين الحنيف ولوجد بدائل حميدة تصرفه عنها كممارسة الرياضة بشتى أنواعها من كرة قدم وكرة سلة والكرة الطائرة والسباحة والجمبار والجرى والمشى ولعب الشطرنج والقراءة الحرة ، ليشغل نفسه فيستفيد بدنيا وذهنيا ، ولا يكون لديه وقت فراغ كبير ينتج عنه التفكر فى الجنس والحب والعادة السرية أو أى نوع من أنواع الشذوذ الجنسى . إن الالتزام بأخلاق المسلم ليس هدفه فقط كسب رضا الله والفوز فى الآخرة بل إن المرء ليجنى ثماره فى الدنيا قبل الآخرة ، فيحافظ على صحته النفسية والذهنية والجنسية ، ويشعر فى مطلع شبابه بالرغبة الأكيدة فى الزواج الحلال . هذا شيئ طبيعى فالشاب الذى راقب الله وابتعد عن الانحرافات الجنسية تكون طاقته الجنسية الطبيعية السليمة مدخرة ، مثل بركانٍ يفور ، وجهازه التناسلى قويا سليما معافىً فيطلب الزواج من الأنثى التى يختارها وتكون حياته الزوجية ممتعة وشيقة ببركةٍ من الله الذى راقبه فى أيام الصبا والمراهقة وبواكير الشباب فكافأه الله ووفقه وسدد خطاه . وإذا استمر المرء فى الالتزام بخلق المسلم فستنهال علية بركاتٌ أخر فينجب أولادا صالحين يكونون له ذخرا فى الحياة . فسعادة المسلم الحق ليست فى الآخرة فقط ، بل فى الدنيا والآخرة .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 07-23-2019 في 11:17 AM.