ويظل هذا الحزن أهديها إلى روح ابن عمتي محمد الهواري، وروح صديقنا الشاعر أ. ماجد وشاحي، رحمهما الله وغفر لهما وأسكنهما فسيح جناته. يا ربِّ إن خَفِيَتْ لأمرِكَ حِكمةٌ = عن عقلِ عبدٍ خاضعٍ مُختارِ فاجبُرْ كسورَ قلوبِنا بيقينِها = أنْ في جنانِكَ موعدُ الأخيارِ كلُّ الأحبّةِ راحلٌ في لحظةٍ = أَخفيتَها في الغيبِ والأستارِ لنعيشَ في أُنسٍ ونَنعمَ صحبةً = حتى تمرَّ مواكبُ الأقدارِ إنَّ الحياةَ تَجَدُّدٌ مُتَتابعٌ = كتعاقبِ الإشراقِ والأسحارِ والناسُ موجٌ هادرٌ في صَبوةٍ = متسابقٌ للشطِّ في إصرارِ موجٌ ورا موجٍ يَذوبُ مُواصلا = أَبديّةَ الأحلامِ والأفكارِ نَحكي معاني البحرِ في أوجاعِنا = الموجُ مَغزَى الريحِ والإبحارِ نبدو كلا شيءٍ ولكنّا هنا = كُنْهُ الوجودِ وغايةُ استمرارِ ما نحنُ إلا صفحةٌ في مرجعٍ = لكنَّها تكتظُّ بالأسرارِ نزدادُ عمرًا حين نَقرأُ بعضَنا = ونَشيدُ ما في الأرضِ مِن آثارِ تَبلَى صحائفُنا وتُطوَى صفحةٌ = ويَغيبُ من يَمضي إلى الأنوارِ ويظلُّ هذا الحزنُ بينَ قلوبِنا = شوقَ اللقاءِ بجنّةِ الأبرارِ نَدري بأنّا ذاهبونَ وإنما = للقلبِ ما يُشجيه مِن أسمارِ والحزنُ لن يَبقى، ولن نَبقى هنا = سنروحُ في يومٍ كما الأطيارِ ونُقابلُ الماضينَ عنا كلَّهمْ = تَتلاطمُ الأمواجُ باستبشارِ يا ربِّ أَقرَرْنا بِحُكمِكَ حِكمةً = فاملأْ ربوعَ القلبِ بالأزهارِ واغفرْ لِمَنْ وَلَّوْا وكَفِّــرْ ذَنْبَهَمْ = والْطُفْ بنا في سائرِ الأقدارِ محمد حمدي غانم