حضارة قدماء العرب فى الإسلام
مهمات الرسل وموقفهم من الحضارات :
شخص واحد جاء بأزمنة مختلفة ، يحمل منهاجا واحدا . روى أن سيدنا محمد ( ص ) يقول : ( الأنبياء أبناء عَلاّت ) أي أبوهم واحد وأمهاتهم متعددة . والمقصود هنا مصدر وحيهم واحد ، وظروف أزمنتهم وأمكنتهم متعددة . والذين جاءوا به واحد ، وهو التوحيد السليم . والينبوع الذين استقوْا منه واحد ، وإن أشرقت أنوار المصابيح فى أزمنة متعددة . اختارهم الله وأعدهم وعصمهم ليرسموا الخطوط المفضية للتحرر من التظالم . جاءوا بأدوية لم ولن يستغنى عنها عصر من العصور . أفَلت شمسهم أشخاصا ولا تزال تشرق مبادئ ومصابيح ، وإرشادا للمارين والرواد من أعلام الحكماء والمصلحين والمجددين . العودة لمنهاجهم تنير ديارا معطلة من الفكر ، وتلدها ولادة جديدة . هم أشد الناس تعرضا للأذى والطرد والشائعات والمؤامرات . وهم قدوة الناس فى الصبر والعفو . هم طبيب مخلص متقن ، مكلف بانتزاع مرض مزمن ، يفتك بشخص أحمق لا يرى فى العالم أكمل من أبيه ، ولا يأنس إلا بموروثاته ، ولا ينظر إلا من نافذة بيئته .