سامراء ف النصف الثاني من القرن العشرين/كتاب جديد للكاتب محفوظ فرج
(سامراء ف النصف الثاني من القرن العشرين) كتاب جديد للكاتب محفوظ فرج
صدر للكاتب والشاعر والناقد محفوظ فرج كتابه ( سامراء في النصف الثاني من القرن العشرين ) والكتاب هو امتداد للطبعة الاول تحت نفس العنوان ، لكن هذهِ المرة توسع الكاتب في تقديمه وعرضه لجوانب الحياة المتشعبة والمتغيرة لمدينة سامراء خلال الستين عاماً الماضية ، وبشكل مفصل ودقيق جداً .
ويحتوي الكتاب في بدايته على المامة تاريخية وتعريفية عن مدينة سامراء عاصمة الخلافة العباسية في القرن الثالث الهجري ، وعن الشخصيات التاريخية التي التي اتخذت منها مكاناً للعيش الرغيد ، ثم ينتقل الى الحالة الاجتماعية للمدينة ويبين تركيبتها العشائرية بعروبتها وأصالتها ، وعاداتها العربية المحافظة ، ثم يعرج الكتاب الى اهمية سامراء الاقتصادية، بأعتبارها مركز زراعي صناعي وتجاري وحيوي ، ينعش محافظة صلاح الدين برمتها ، بما تملتكه من طاقات بشرية ومهنية متميزة .. ولأنها نواة لمحيط شاسع وواسع من الاراضي الرسوبية الخصبة ، الصالحة للزراعة ، اضافة لوجود مصنع ادوية سامراء ، وهو من اكبر مصانع انتاج الادوية في الشرق الاوسط ، ونهر دجلة هو شريان المدينة الرئيسي فيها ، اضافة الى نهر الرصاصي المتفرع من نهر دجلة نفسه ومشروع الثرثار الذي يغذي بحيرته .
ويعود الكتاب الى تاريخ مدينة سامراء الحديث من خلال تناوله نشاط شركة زبلن الالمانية التي شيدت سدة سامراء المقامة على نهر دجلة و مشروع الثرثار بعد تحويل مجرى النهر لصد مياه الفيضانات ، وانقاذ مدينة بغداد من الغرق ، ثم يتحول الى تبيان جانب مهم من مدينة سامراء ، وهو الجانب السياحي ، بأعتبارها مدينة اثرية موغلة في القدم تمتد الى ما يقارب ثمانية الاف عام ، وتقع ضمن برنامج منظمة اليونسكو لاحياء التراث ، ويبرز على ارضها عدة معالم اثرية ودينية ، اهمها مئذنة الملوية ومنطقة الجالسية (تل الصوان) وعمره زهاء 6000 عام، ومرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام ، وقصر بلكوارا الذي شيده الخليفة المتوكل على الله ، وقصر المعشوق الذي شيده الخليفة المعتمد على الله العباسي ،والجوسق الخاقاني وجامع ابي دلف ، ومتحف سامراء الذي يحتوي على آثار عاصمة اكبر دولة اسلامية ، ويشير الكاتب في كتابه الى الاهمال الكبير الذي يعاني منه هذا المتحف العريق .
بأعتبار ان الثقافة هي امتداد للواقع التاريخي للمدينة ، فأن الكتاب يوضح بشكل دقيق المناخ الثقافي فيها ، ويشير الى ذلك من خلال مدرستيها الدينيتين ، المدرسة الحميدية والمدرسة الشيرازية ، ، ويتناول ايضاً واجهة اخرى من واجهات سامراء الدينية والتاريخية ، وهي المساجد والجوامع ، أذ يبين الجانبين المعماري والمعنوي للعديد من جوامعها ، ومنها الجامع الكبير ، ثم يمر الكتاب بتكايا المدينة المنتشرة في انحائها والتي تقيم الاذكار ، والتهاليل ، ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذه المرة يتوجه الكاتب الى ابراز نتاج هذا الارث الثقافي والحضاري والاجتماعي ، من خلال التعريف بشخصيات سامراء التي ساهمت في نهضة العراق ، وكذلك التعريف بالحركة الثقافية من خلال شعرائها ، وكتاب القصة فيها ، ونقادها ، وصحفييها واعلامييها وسياسييها ..
من المميزات التي ابرزها الكتاب هي اسواق المدينة القديمة ، بما تحمله من عبق الماضي ، وفي مقدمتها سوق اليهود الذي لايزال قائماً حتى اليوم ببنائه القديم ، وسوق الذهب ، وسوق المقبرة ، والسوق الكبير ، وسوق شارع الشواف .
ويختتم الكاتب الاستاذ محفوظ فرج ، هذا الكتاب الوثائقي المهم بقوله :
(بعد هذه السياحة بين الذكرى والذاكرة القصية عن العاصمة العباسية الاسلامية ، والمدينة العراقية ذات الأرث الحضاري والديني والسياحي سامراء ، لايسعنا الا ان تكون الذاكرة قد اسعفتني في رسم معالم وخطوط قد نسيت في مرحلة من الزمن خالية من المصادر المعتمدة الا ما ينقل شفاهاً من افواه الناس الذين عاصروا هذه المدة الزمنية لسامراء الاثيرة ) .
اعتمد الكاتب في بحثه على عدة مصادر اهمها ، الطبري والمسعودي والبغدادي وياقوت الحموي والشهرستاني ، وعدة مراجع اهمها ، طه باقر واحمد عبد الباقي ومحمد رجب ويونس السامرائي ومحمود محمد عرب والعديد من المقالات والدراسات .
يقع الكتاب في 200 صفحة من القطع المتوسط ، ويحتوي على صور عديدة ومتنوعة بعدسة القاص والمصور الفوتوغرافي عدي حاتم ، وطبع الكتاب على نفقة الكاتب الخاصة .