كانت إجابة أحد الأساتذة فى لقــــاء أدبى عن ثلاثة كتب لا ينســـــاها :
لا يمكن تحديد ثلاثة كتب بعينها لتكون هى بمثابة الكتب التى لم أنسها غير أنى أستطيع أن أقول أننى تأثرت منذ صدر شبابى بما كان يكتبه الأستاذ عباس محمود العقاد والدكتور طه حسين . وكنت أعكف على قراءة ما كان يكتبه كبار الكتاب فى شغف عظيم . وقد افسحوا أمامى أبوابا شتى من التفكير وغرسوا فى نفسى الميل إلى الأدب .
ويمكننى أن أعتبر محاورات افلاطون من الكتب القيمة التى لم أنسها . لقد قرأتها فى صدر شبابى فأعجبت إعجابا عظيما بطريقة افلاطون فى الحوار ، وبقدرته على عرض وجهات النظر وبراعته فى تناول الموضوعات . سواء أكان ذلك فى محاورات الشباب أم محاورات الكهولة أم محاورات الشيخوخة . وأعجبنى دفاع سقراط عن نفسه أمام المحكمة وهو من الدفاعات الخالدة فى التاريخ .
والكتاب الثانى الذى لا أنساه هو كتاب عربى وأعنى به كتاب الحيوان للجاحظ . فالجاحظ له قدرة عجيبة على الانتقال من علم إلى أدب ، ومن دين إلى فلسفة ، ومن جد إلى ضحك ، فيملك مشاعرك ويستحوذ على إعجابك ، ويتقن رسم الصور الكاريكاتورية فى السخرية والفكاهة . واستطاع أن يغوص إلى طبائع الحيوان ويعرف أسراره . وزخر الكتاب فضلا عن ذلك بروائع أدبية ونماذج شعرية فريدة ظلت تطوف بخلدى سنوات طوالا . والكتاب الثالث الذى لا أنساه هو كتاب سيرفانتس " دون كيشوت " وهو كتاب طريف يستطيع أن يتسامر به الإنسان كما يستطيع أن يستنبط منه أشياء كثيرة . فالكتاب فى ظاهره تسلية وإضحاك وفى باطنه عبرة وتحليل عميق لمشاكل الإنسان ومشاكل المجتمع .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 05-06-2020 في 12:14 PM.