[COLOR="Blue"] غــــاية الآمــــال
[/COLOR]
ينبغى أن يكون الجزاء مساويا تقريبا للعمل . فمثلما سيعاقب الله المشركين والملحدين والجاحدين بنار جهنم ، فسيجازى المؤمنين والتقاة بجنات النعيم . إذا كوفئت فى الدنيا بمبلغ كبير أو منزل جديد فاخر فذلك لأنك اجتهدت وأنجزت عملا شاقا لا يقدر عليه معظم الناس . حسنا ، الجنة أعظم من ذلك . فيها أنهار من خمر وعسل ولبن لم يتغير طعمه ، وفاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون..وحورٌ عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ، وخلودُ بلا مرض..إلخ فينبغى أن نستحق ذلك النعيم الكبير . فما الذى يجب علينا فعله لنكون أهلا لتلك النعم والملذات ؟
فكرت فى الإجابة على هذا السؤال ، فوجدت أن الله سبحانه خلق الإنسان ووضعه فى كبد . فهو يشقى فى هذه الدنيا ويذوق الأمرين ليعيش . وهو يمرض ويتعرض للظلم من أخيه الإنسان ويتعرض للفقر وللمحن والآلام ويتحمل المصاعب وشظف العيش طيلة حياته . ومع ذلك فهو مطالب بالإيمان بخالقه ، والإيمان برسوله الكريم وبالقرآن العظيم ، وأداء أركان الإسلام الخمسة ، واجتناب المعاصى ما أمكن . فإذا آمن بخالقه وأدى كل هذه الشعائر واجتنب كبائر الإثم ، وتحمل المعاناة فى حياته صابرا يرجو لقاء الله وحسن ثوابه ، فإن الله أكرم الكرماء وسيجزل له العطاء ويهبه جنة عرضها السماء والأرض . والأدهى من ذلك أنه سيهبه الخلد وهو غاية ما يتمناه المرء فى هذا الوجود !