أي قسوة في أربع كلمات أتت جارفة حارقة أطراها الشف ّ وكابدها القلب
.
وارتحالٌ مؤجّلٌ
يرتقي سلّمَ المُنى
تبدأ تراتيل السفر على سلم الأمنيات
.
واحتمالٌ مُفبركٌ
يُتقنُ البعدَ إن دَنا
هذه الأمنيات لا تأتي وإن لاحت تهرب ...الإتقان جاء في محله ..مبدعة شاعرتنا
.
يسلبُ اللبَّ لونَهُ
كاذبٌ قد تلوّنا
احتمال حصول الامنيات سلب العقل مهما جاء بمنطق إدراكه
.
ماتَ في كُلِّها الهوى
والأسى صارَ مَدفِنا
الله من مفردة كلّها غارقة في الصورة والهوى الميت مدفنه الأسى مبدعة
.
حُزنها رأسُ مالِها
فقرُها فيهِ والغِنا
تملك حزنا ً فقط ولافرق إن قل أو كثر
.
في خضمِّ اغترابِها
حازَ إن شاءَ موطِنا
وكانت الامنيات وطنا ً والغربة في بحرها الهائج
.
ما بِها؟ لم تزلْ تسلْ
أينَ فحوايَ، من أنا؟
هنا قمة في الترتيب والانسيابية الجمالية وهذا السؤال يحتضن الضياع
.
أخمدَ الليلُ وهجَها
ضاعَ من فجرِها السّنا
تأكيد حالة الضياع فذوت ليلا ً ولم يفلح الفجر بالأمل
.
أصعرُ الخدِّ صبرُها
وجهُهُ ما توازنا!
تلاميح الجسد انعكاسا ً لليأس وهذا التصوير الرائع للوجه
.
لا لإقناعِها سعى
لا منَ الجوعِ أسمنا
قناعاتها خابت وزاد اليأس حدة
.
هيمنَ الوجدُ آسفًا
مثلما الفقدُ هيمنا
الله وهذا التمازج بين الوجد والفقد
.
يزرعُ الحُبَّ صِدقُها
والنوى يحصدُ الجنى
معنى مستهلك ولكن شاعرتنا أبدعت في إحياء هذا الزرع والحصاد والتضاد
.
لانَ عودُ اخضرارِها
طأطأَ العمرُ وانحنى
هذه المحاكاة بين الفعل والاسم ( لان . عود . طأطأ. انحنى. العمر ) قمة في الانتقاء البديع والتركيب الدلالي
.
اتركوها لموتِها
انتهى السطرُ ها هُنا
نهاية للأمنيات الميتة ونهاية القصيدة ونقطة على سطر الألم ولا أجمل من خاتمة
.
.