يا رب خَـلَـوْتَ وانفضَّ عنك الناسُ يا رجلُ وأنت قبلُ عليهم كنتَ تتّـكِـلُ خلوتَ والناسُ عنك الآن في شُـغُـلٍ ولن يُصيبَك ما قالوا وما فَـعَـلوا ما أنقصَ الـمرءَ بين الناسِ، وهْوَ يرى بأنه بـسواهم ليـس يــكتملُ!! ولم أرَ النقصَ في الأشياءِ مُكتملًا إلا إذا نَـدَبَ المخذولُ مَـنْ خَـذَلوا أفنيتَ عمرَكَ بين القومِ مُـكتحِـلًا بهم، فصاروا قَـذًى تدمى به الـمُـقَـلُ قد اتّـكَـأتَ على ما لا ثباتَ له وكُـلُّ حالٍ لها في نفسها أجَـلُ أمَا رأيتَ بك الأيامَ هائمةً حتى تَـسَـاقَـطَ منك الصَّـحْـبُ وارتحلوا كالـغُـصْـنِ يـكثُـرُ بالأوراقِ ثم إذا هَـزَزْتَـهُ سَـقَـطَتْ، والناسُ ما عمِـلوا عِـشْ ما تشاءُ وكن ما شئتَ سوف ترى خلائقًا كلما أعطيتهم بَـخِـلوا خلائقًا شَـوّهَ الخلاقُ أنفسَهم نعوذ بالله مما ليس يُـحتمـلُ إذا بُليتَ بـما لم تَـرْضَهُ أبدًا فـكُـلُّ شيءٍ له في غيرِهِ مَـثَـلُ دعها تسيرُ على ما شاء مُـرسلُها إنّ الأمورَ إلى غاياتها تَـصِـلُ فما وصَـلْتَ إلى حالٍ مُـصادفةً بل أوصَـلَتْكَ لها أيامُـك الأُوَلُ أراك يا أيها الموجوعُ مُـنفردًا كما لو انّك شيءٌ عنه ما سألوا كأيِّ شخصيةٍ في قصةٍ كُذِبَتْ على مسامعِ أطفالٍ قد انشغَلوا قد يُـفرِدُ اللهُ عبدًا كي يُـفَـرِّدَهُ لكي يرى اللهَ بين الناسِ إنْ بَـذَلوا أجئتَهُ بعد طولِ الهجرِ مُـنكسرًا؟ فما تقول؟ وأنت الشاربُ الثـمِـلُ! لا شيءَ غير وريدٍ نبضُهُ وَجَــلٌ ولا سوى نظَـرَاتٍ كُـلُّها خَـجَـلُ وأنت أنت وعينُ اللهِ راصدةٌ فأين عن قبضةِ الرحمنِ ترتحلُ؟ واللهِ ما شَـهِـقَـتْ نفسٌ ولا زَفَـرَتْ إلا وللهِ منها موقفٌ عَــجِــلُ قد اتّجَـهتَ إليه دون بوصلةٍ فَـهْوَ السبيلُ الذي تُـفضي له السُّـبُلُ وكُـلُّ عبدٍ له لله مُـنقَـلَـبٌ يأتي به اليأسُ أو يأتي به الأمَـلُ للهِ يُـرْفَـعُ أمرٌ لا يُـباحُ به إلا إليه ولا تأتي به الـرُّسُـلُ أخفى من النفسِ في جسمِ العليلِ إذا شَـلّتْ جميعَ قُـوى أركانِهِ العِـلَـلُ يا ربِّ إنْ لم تـكُـنْ لي في الدُنا سَـنَـدًا فـمَـنْ يكونُ لِـمَـنْ ضاقت به الحِـيَـلُ؟ 1442/3/25هـــــ