من وحي الاغتراب ========== غـريـبُ الــدارِ أنْهَـكَـهُ الحـنـيـنُ فـهَّــلا عَـــادَ لـلـرَّحـم ِ الجـنـيـنُ رمتـهُ يـدُ المخـاض ِعـلـى رمــادٍ تـمـنـّى لـــو تـنـاديــهِ الـبـطــونُ أنـــا والـصـمــت ُ آخَـتْـنــا لــيــالٍ فمـا عَلِمَـتْ بمـا نَهـوى العـيـونُ ولا شعـرتْ بمـا قـد نكتـوي مـنْ طــوالٍ فــي تعـذبـنـا الـسـنـونُ سألتُ الليلَ أنْ يُبقي سُهادي لأجـلِ الليـلِ قـد يُبلـى اليقيـنُ فأشـكـو للنـجـومِ جـفـاءَ حـظِّـي بــــلا بــــدرٍ إلـيــهــا أسـتـبـيــنُ هو الخصـمُ البليـدُ إذا احتوانـي مقـيـتٌ فـــي مـُلاقـاتـي بـَديــنُ يجوسُ مساوئـي بالكاشفـاتِ التـي ..نقمـت ْ علـيَّ بـمـا أصــونُ وفي الكلماتِ للصـدقِ اجتنـابٌ كما يخشاهُ في الحـقِّ المديـنُ شراعُ عزيمتـي أشقـى رياحـي وقــد أقـــوتْ بِرَاكـِبِـهـا السـفـيـنُ فـهـذا مــن مُصَـارَعَـتـِي المـنـايـا وظـنِّـي فـــي مُثَـابَـرَتـِي أكـــونُ فـكـان الـوهـمُ أصــدقَ مــا أراهُ وأصـرخُ فالصـدى كـانَ السـكـونُ معذِّبتـي مسـوخـاً مــن خـيـالٍ وأشبـاحـاً عـلـى ليـلـي تـكـونُ فـأيّ صبابـةٍ فـي القلـب ِ صبَّـتْ وعقـلـي قـــد تكـفَّـلَـه الـجـنـونُ إذا بَرِحَـتْ مَضَـتْ والـروحُ عـنـدي فتشكـيـلُ الـهـوى منـهـا فـنـونُ إذا جـمـعَ امــرؤٌ أشـتـاتَ قـلـبٍ لـــه مـــن كـــلِّ غـانـيـةٍ مـعـيـنُ فقد يطويهِ في الحـبِّ اغتـرابٌ عقيمٌ في الهوى صلـدٌ حصيـنُ تلوكُ حشاهُ في صمتِ الليالي هواجسُ تَصْطلي فيهـا الظنـونُ عجبـتُ لحـالِ قلـبٍ غيـر حــقٍ يـذوبُ بمـنْ يحـبُّ وقـد يخـونُ ================ 19 محمد عبد الحفيظ القصاب حلب -1989