يعد الصوم من أركان الدين المهمة ، يجمع بين العبادة الروحية وتلبية الحاجات الدنيوية أما العبادة الدينية فتتمثل في طاعة الخالق الذي أمرنا بالصوم لكبح جماح النفس الأمارة بالسوء وانتصار الروح على الجسد الذي يميل الى الشهوات ، فالصراع بينهما قائم منذ الأزل ، فالعقل والروح في كفة والجسد والشهوة في كفة مقابلة ، والصوم هو لوحة التوازن بين هاتين الكفتين فهو صورة روحية تعبدية نعبر من حيثياتها الى العالم الآخر ، وهو صورة رياضية دنيوية نحصل من خلالها على سلامة الجسد وصحة الروح ، وهو سنة بشرية دعت اليه الديانات السماوية والتشريعات الدنيوية ،فقد ورد في الأثر ان الفراعنة وسكان العراق القدماء كانوا يصومون بعض الأيام ، وقيل ان النبي نوحا صام خمسة أشهر شكرا لله على خلاصه ومن معه من الطوفان ، وان النبي موسى كان يصوم شهرا كاملا كل سنة وكان اليهود يصومون يوما كل سنة احتفالا بنجاة النبي موسى من الغرق ، أما النصارى فانهم كانوا يؤدون الصوم الكبير وصام زكريا ومريم صوم الصمت ، وفي الاسلام كان الصوم أمرا واجب التنفيذ والطاعة ، ليذكر المسلمين بجوع الفقراء وحاجة المساكين ، وليخبر الله عباده أن الصوم هو تقوى وهدى .