آخر 10 مشاركات
سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الترحم على روح الأديب والشاعر والاستاذ التدريسي عمر مصلح (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          " ثمّـــــة ...." (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ومضه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          تاملات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          رَسَائِل تَأبَى الوُصًوًل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          التـزم الصـمـــت ... !!!!! (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة

الملاحظات

الإهداءات

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-30-2021, 08:00 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية ياسرسالم





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ياسرسالم متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الصباح ...
0 بعض أناقتها...
0 عنز وإن طارت ..

افتراضي بين النور والعتمة . . .

بين النور والعتمة . . .
-----------

يقول سيد رحمه الله:
" حين يتمحض الشر ، ويسفر الفساد ، ويقف الخير عاجزا ، والصلاح حسيرا ، ويُخشى من الفتنة بالبأس ، والفتنة بالمال. عندئذ تتدخل يد القدرة سافرة متحدية (*)، بلا ستار من الخلق، ولا سبب من قوى الأرض، لتضع حدا للشر والفساد " ا.هـ (**)

قلت :

(1)
الغائب الذي ينوب عنه ضميره في هذه المعركة البائسة، طرفان يمثلان كفتا الميزان الشائل،
تحوي هاتان الكفتان فهوما مشتجرة ، ورؤى متعارضة.. تنتمي مفرداتهما إلى سلوكيات متباينة ، تتوزع في النهاية بين :
قاهر ومقهور - ظالم ومظلوم - وعتمة ونور ...

(2)
الطرف القاتم في هذه المعادلة المائلة يأتي أبدا بصيغة الجمع (كثرة )، بينما يجئ الطرف الآخر بصيغ هزيلة ، لا تبلغ - إلا نادرا - أن تكون جمعا ذا بال ، إنها القلة التي تحلم بشمس تنسخ ما تراكم من طبقات السواد
والقلة هنا والكثرة هناك ، هما ناموس الحياة ، وقد جرت بذلك سنة الله في كونه،
إنه قانون الفئة القليلة التي ترفع وتجمع ، في مقابلة الفئة الكثيرة التي تخفض وتطرح..
في هذا المشهد المزدحم ، تبرز الفئتان بهذه الصفة غير المنفكة ، ليؤكدا على شراسة مرحلة ما قبل النور..
وهي مرحلة تنتمي في تفاصيلها لأسراب من معاناة ، تتوارد تترى ، وينهض أطلاؤها من كل مجثم.. لتذهل كل ذي لب، وتخلع القلوب من صدرها!
في هذه البقعة غير المباركة ، تُستَحل الحرمة .. وينطفئ شعاع الكلمة، ويباح المحظور وتعمى القلوب التي في الصدور... وتتلاشى مواكب النور.. وتنتهي الاضداد، حين يصطبغ الكون بمُرّ السواد..
فليس ثمة قانون يهدي ، ولا خُلق يجدي، ولا عرف يكبح ، ولا عقل يكف.

(3)
تسقط الأقنعة التي كانت براقة لامعة ، ويرن زيف العملة البائدة ؛ ليُحدث ضجيجا مريعا ينبئ عن خوار مخيف .. ترتاع له الفرائص الساذجة من هول الصدمة المُطغية المُنسيّة ، وتشْدَه العقول أمام مشهد المحو والإبادة المهلك المُبِير..
هنا يبرز على السطح ما يمكن ان نسميه بالكتلة المتميعة التي تقف بين حدين متقابلين ، لا تدري إلى أيهما تفيء..
يحدها الخوف والحيف من جهاتها الأربع..
تخرس الألسن وتعمى الأبصار..
الأذن وحدها هي الحاسة الأكثر ريادة وسيادة بين الحواس الخمس عند هؤلاء..
الإرهاب والإرجاف.. وانتظار إنفاذ الوعيد الشديد بحمومه وسمومه، وبَطَره وشَرَرِه.. وما يملأ به الأسماع من فحيح قبيح .. ( وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)

(4)
تعلو الحناجر الآثمة بخوارها المستعلن ، لتطمس المعالم ، وتنشر المظالم، وتقلب الحقائق بزيف الوثائق. . . وتنقلب المعاني في لجة المعاناة،
فيصبح الذي يتضور جوعا ... لصا يسرق
والذي يتشقق كبتا وقهرا ... مندسا يتاجر بالوطن المعبود
والذين يهرعون نحو النور ... مجانين يسيرون على درب صنع على عين الأعداء
ويُصدق الأرعنُ - وما أكثره هنا - هذا الخوار ، استخذاءً وممالأةً ودِعَة
فينقلب صدى أخرقا له
يسير على وقع كلامه ، وينافح عن كينونته السوداء
وينحدر في درك الغواية ، متوشحا بالعتمة
ويسد بجسده المستأجر ؛ مسارب نور قد بدت..

(5)
ثم ماذا ...
في وسط هذا الضجيج المخيف ، ينتصب قرن الشيطان المعكوف على كرسيه الموشى بلوعات البشر .. ونفايات الفِكَر، ينذر ويوعد .. ويرغي ويزبد ... ويبشر أحيانا !
يعلو بقامته ، يثور ويخور ، يصعد ويهبط. يشمخ بهامته المستأجرة. وتسيخ رجلاه في جثث تتراكم ، وأعناق تندق..
ويشرب بهدوء زائف ، وبسخرية مُعدّة سلفا ،كل الدم المسفوح!
ويعلن بكل صفاقة وعهر ، عن عهد جديد يأتي من (عنده) ،
عهدٍ ظاهره الرحمة ، وباطنه من قبله العذاب

(6)
وتمضى القافلتان ...
أنياب زرقاء تقتات على اللحم
وأفواه مُوصدة تزمجر غضبا ، في يوم النحر الأكبر
يطول الليل وتُسرق الأحلام...
ثم، يأذن النهار بغلس .. فيستفيق عامود الصباح من فلق الدجى.. ثم يتسلل النور رويدا رويدا، ليهزم بقوته الدافعة جيوش الظلام ، فتشرق الأرض بنور ربها.. وتطلع الشمس بإذنه .. لتغشى بنورها تلك الثلة المختارة، التي تقطف ثمار الدم الذاكي ... (***)

*****

_____________________
(*) التعبير بهكذا صيغة لم استسغه ، وأخشى أن يكون به بأس .
(**) الظلال - سيد قطب رحمه الله
(***) حقيقة كانت هذه الأطروحة مداخلة سريعة على إثر موضوع هادف , رايت - بعد تهيئة يسيرة - ان افردها بعنوان مستقل ، لما احسبه فيها من نفع إن شاء الله تعالى ، أرجو أن أكون قد وفقت في هذا .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البحث عن النور نوري دومي نبع الفنون, الصور والكريكتير 7 05-17-2016 11:08 AM
مولد النور عواطف عبداللطيف شعر التفعيلة 28 01-27-2015 11:10 PM
النور الالهي فيصل يونس قصيدة الومضة 3 11-29-2012 09:58 AM
رسائل إلى النور وطن النمراوي الرسائل الأدبية 31 07-19-2010 12:17 PM


الساعة الآن 04:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::