لجأ الكثير من الشعراء في كلّ العصور من الجاهلي وحتى عصرنا هذا وإن خفّت لهجته ،إلى الهجاء وقول الشعر المجانب للأخلاق الحميدة من مفردات نابية وفاحشة ومبتذلة تأنفها المسامع وتجلب لصاحبها الشر والهلاك ،وقد نشبت حروب بين القبائل وقتل شعراء بسبب قصائدهم أو أبياتهم اللاذعة أو الخليعة وهناك الكثير من الشعراء من كان الناس يخافون من هجائهم ويبتعدون عنهم ،مثل بشّار بن برد والسليك بن سالكه وحمّاد عجرد والقائمة طويلة لذلك حسب رأيي أن الأصمعي قصد هذا الشعر الجالب للشر ولم يقصد الشعر العفيف .
تحية طيبة لك أستاذنا و أخانا ناظم:
إذا كان الأمر كما جاء في ردك الكريم ،فأين تكمن قوة الشعر في الشر؟و أين ضعفه في الخير؟
أنا سأبدي لك رأيي في قوة الشعر و ضعفه،فالشعر يتحقق حسب رأيي ليس في مواضيعه كالهجاء و الفخر مثلا ،و إنما يتحقق بالطريقة التي نقرضه بها ،فالشاعر يكون قويا في الشعر و هو يتحدث لنا عن عصفور فوق غصن،و قد يكون ضعيفا و هو يتحدث لنا عن معركة ضارية نشبت بين جيشين عدوين.لماذا توسل الشعر بالتصوير و الاتكاء على عنصر الخيال و توضيف المجاز و الاستعار،و الآخر مثلا اتكأ على التقرير و ترك الخيال وراءه ظهريا و لا يعلم ان الشعر إنما هو تصوير أولا و قبل كل شي.
التحيات الزاكيات مولانا.