السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طابت أوقاتكم أرجو أن تنال هذه القصيدة استحسانكم رصدٌ لبعض الذبذبات في سماء الذات: أما يكفيكِ بي فَـقْدُ الصِّـحابِ! تُريدين البُـكاءَ على الربابِ! كأنكِ ما علمتِ بأنّ قلبي أرقُّ من الظلالِ على الثيابِ فهل أحسستِ بي إذْ طوّقَتني مشاعرُ تُـستثارُ بالاجتنابِ لعمريَ كُـلُّ ما لا حِـسَّ فيهِ أُقاسمُهُ الشعورَ بالاكتئابِ شَـعَرْتُ بغَصّةِ الحوتِ الـمُسمّى إذ ابْتَـلَعَ ابنَ مَـتّى دون نابِ وإذْ دُفِنَ الغرابُ لدى ابنِ حَـوّا شعرتُ بكُـلِّ آلامِ الغُـرابِ وكنتُ الذئبَ حين رموه زورًا بيوسفَ، كنتُ أشعرُ بالذئابِ وكم أحسستُ إذْ سِيْقَ السبايا بحسرةِ كُـلِّ زاهيةِ الخِـضابِ وكنتُ عرائسَ الفردوسِ لـمّا خَرجْنَ لآدمٍ من كُـلِّ بابِ فغاب بلا اعتذارٍ أو وداعٍ لتمتلئَ الصدورُ من العتابِ وحين روى رواةُ الدهرِ شيئًا أتت بعضُ السطورِ على حسابي فتُكتبُ أكذبُ القصصِ اختلاقًا لأنزفَ أصدقَ الدمعِ الـمُذابِ وتُخطفُ زهرةٌ في عصرِ عادٍ ليصحوَ بي ضميرٌ لا يُـحابي فأعجبُ كيف قال أخو الرزايا: مُصابُ الناسِ هَـوّنَ من عذابي دعيني يا ابنة الدنيا فإني نجوتُ من الهوى بعد اغترابِ ولم أكُ أكرهُ اللقيا ولكنْ أخافُ على الحضورِ من الغيابِ ولم أرَ ذا جمالٍ قَـطُّ إلا ذكرتُ به مواعيدَ السرابِ إذا سَفَكَ الجمالُ دماءَ قومٍ فما حَـظُّ الغرامِ من التصابي؟ وكم في الحُبِّ أفئدةٌ تَوارت تخافُ من ابتعادٍ واقترابِ وأعسرُ ما يكونُ على مُريدٍ إذا دارَ السؤالُ بلا جوابِ ورُبّتَ نسوةٍ عرّضتُ قلبي لهُـنّ فما قَـطَعْنَ سوى صوابي ولا تنفكُّ ذكراهُـنّ ما لم يُفَـكَّ الطينُ عن بللِ الترابِ وأيُّ الناسِ إنْ ذُكِـرَ الهوى لم يـدُسَّ يدًا على قلبٍ مُصابِ! فليت الحُبَّ يُـمْلَكُ أو يُدارى وليت له مُـسكّنةَ الْتِهابِ وبي لَـهَبٌ يُـبَـخّرُ دمعَ عيني فهل تدرين عن وصْفِ السحابِ؟ يُشابهُ برقُهُ سيما وريدي وليس له اضطرابٌ كاضطرابي ويهذي رعْدُهُ في كُـلّ فَـجٍّ وليس لصوتِهِ نَـفَسُ انتحابي فعن أيِّ الأمورِ تُـعـلّليني؟ ولا تدرين إلا بَعْضَ ما بي وإنْ أُشبهتُ أو شابهتُ شيئًا فما أقصى الغباءَ عن التغابي! أعينيني على الدنيا وإلا فلستِ من الأحبةِ والصِّـحابِ تحيتي موسى احمد العلوني 1442/11/4هـ
تحيتي موسى احمد العلوني