كلما زأرت رياح الحزن حملت معها رائحة الأرض، فتختنق حبال الصّبر في جوفي، وتنقلني زخّات الذّكرى تحت رقعة الضّياع لتسقط في قلبي غرقى بين أكوام أشلائي. كيف للقلوب أن تشيخ وقد حلّقت فيها منابر نورك، وامتلأت من مطر حبك، فأغلقت من الليل أنينه وافترشت من عيون البدر كحلاً لرؤيا جمالك.
أنت أنا؛ أعيش فيك وبك ولك، وأرسم من طينتك ملامح حنطتي، وأتشبّث بأذيال ثوبك كلّما حسحس الجاني في الضّمير وأوغل العمر في المسير. أنت في القلب وطن يا كل بلادي.
.
.
.
جهاد بدران