ديوان الشاعر / ألبير ذبيان

***_ القصيدةُ الجامعة _***

شـــوقٌ ألمَّــــكَ ذاكَ أم نــــــارُ
================أم ذا حنيـــــنٌ عــــراكَ مغزارُ
*
أفضـى إلى دارِ أحمــدٍ فِكــــراً
================تصُوغهــا بـــــالولاءِ أشعـــارُ
*
بيـــتُ الأكــارمِ زادهـم شرفـاً
================ربٌّ عظيـــمٌ بهديـــهِ ســـاروا
*
أدالهــــم حُظــــوةً لديــهِ بمـــا
================رضُــوا مقـاديرهُ وما خــاروا
*
بـل أسلمــوا أمـــرهم مشيئَتــهُ
================يقيـــنَ حــقٍّ دليلــــهُ صــاروا
*
كنــهُ الوجـودِ هـمُ ومـا عُرِفت
================لولاهــــمُ للـــزَّمانِ أعصــــارُ
*
ولا بــدتْ للمكــــانِ تسميـــــةٌ
================أو حَــــدَّهُ مَعلــــمٌ وأقطــــــارُ
*
هــم بـــابُ حِطَّــةِ ربِّنـا ولهـم
================شفـاعــــةٌ عنــــدهُ وآصـــــارُ
*
وفيهــــــمُ لعلــومــــهِ مـــــددٌ
================ونهــلُ فضـلٍ كــذا وأســـرارُ
*
قصــدُ الشَّــرائعِ فهْــمُ غايتِهم
================وغـايةٌ نهجهــــم وإثـمـــــــارُ
*
دلُّـــوا علـى الله لا يُثبِّــطُهـــم
================عن ذكــرهِ فَتـــرةٌ وأعـــــذارُ
*
حــقُّ الهــدى للإلـهِ مسربُهـم
================ومـا سِواهم عمًــى وإضـرارُ
*
فــاقوا المــلائـكَ في تعبُّـدهـم
================حتَّى المـلائــكُ فيهمُ احتـاروا
*
لا عُجـبَ لولاهمُ لمـا عُرفـت
================تسبيحـــةٌ تُحتــــذا وأذكـــــارُ
*
ولا بنـــى ربُّنـــا السَّمــاءَ ولا
================كــانت نجـــومٌ وكــان أقمــارُ
*
ولا دحى الأرضَ بعــد نشأتِها
================ترعى بهـــا جِنَّـــةٌ وأبشـــــارُ
*
أمـرُ الخلائـقِ عنـــدهم ولهــم
================من بعـــــد إذن الإلـــهِ إصدارُ
*
ولَّاهـمُ الكــــونَ فابتغوا عملاً
================إرضـاءه غايــــةً ومــا جاروا
*
سادوا البرايــــا بفضـلِ بارئهم
================بكــــلِّ فخرٍ وبُلغـــــةٍ طـــاروا
*
أنَّـــى يُـدانـــى مَقامُهم ولهـــــم
================حظــــــائرُ القدس بعــــدُ أوكارُ
*
هــــــمُ الوجــــودُ وكُلُّنــا نسـخٌ
================عــن خَلقِهـم قالَــــبٌ وتكـــرارُ
*
صنائــــــعٌ للحكيـــــمِ خالصـةٌ
================ومـــا عـداهم عليهــــــمُ داروا
*
محـــــالُ معرفـــةِ الإلهِ وفـــي
================صــــدورهم للعلـــومِ أوجــــارُ
*
وفيهِـــمُ مــن عجيــبِ صَنعتـهِ
================لمُهتــــدٍ آيـــــــــــةٌ وتَــــذكــارُ
*
لا يقبــــلُ اللهُ غيــرَ مسلكِهــــم
================تهـــــالكٌ فَوتُهـــــم وأخطـــــارُ
*
مـن وَدَّهـــم فالجنـــانُ مسكــنُهُ
================ومــن جفـــاهم فأمُّــــــهُ النَّـــارُ
*
وسائــــلٌ للعبـــادِ سيرتهـــــــم
================ونعمــــــةٌ ذكــرهــم وأنـــــوارُ
*
هـم عند حُســــنِ ظنونِ لاجئهم
================غيـــــاثُ عــونٍ هنـاكَ مــدرارُ
*
فاضــــت بخيـــرٍ أكفُّهم مِنحــاً
================إعجـــــازُهــا لافــتٌ وبهَّـــــارُ
*
لا يرفضـــــون لسـائـــلٍ طلبـاً
================بــل دأبُهــم في العطــاءِ إكثــارُ
*
قــامت سماحتُهــم بهيئتهـــــــم
================جـــــلالُ قــــــدرٍ لها وإيثــــارُ
*
وبِشْــــرُهم في وجوهِهم علـــمٌ
================لألاءُ للناظريـــــــنَ نــــــــوَّارُ
*
إن عاتبوا خِلــتَ أنَّهم رؤُفـــوا
================بمذنــــبٍ أثقلتــــــــــــهُ أوزارُ
*
حنانُهـــــم مفعــمٌ يفيضُ علـى
================ضِفــــافِ مبسمِهم ولو واروا
*
يُحيي بــدفءٍ قلــوبَ شيعتِهم
================كأنَّـــــــهُ في الدِّمـــــاءِ سيَّـارُ
*
حــقٌّ مقالهُــمُ بـــــلا سفــــفٍ
================وصدقهــــم فـي الفعـالِ إقرارُ
*
وقولهـــــم قـــاطـــعٌ كـــأنَّ لهُ
================حـــدُّ على المُبهَمــــاتِ بتَّــــارُ
*
كحدِّهم في الوغى إذا بــرزت
================للحـــــربِ داعيــــــةٌ وكُفَّـــارُ
*
لم يجبُنــــوا حيــن فرَّ غيرُهمُ
================بل قَرمُهـــم خـائضٌ وكــرَّارُ
*
فكـم لهم من مواقفٍ صدحَت
================دويُّهــــا فــــي الزَّمــانِ هدَّارُ
*
قامــــوا بجــذِّ الرِّقابِ حُصَّاداً
================تشهدهم في الحـــروبِ أخبـارُ
*
قِيسَ الشُّجــــــاعُ علـى فعالهمُ
================مَـن مقبــــلٌ حيــن ذا وفــرَّارُ
*
وفصلهـــم فــي القضــاءِ بيِّنةٌ
================ديدنُهــــا للحقــــــوقِ إظهـــارُ
*
عـــدلٌ همُ لا يُخافُ جـــورهُمُ
================وغيرهــــم ظالــــمٌ وختَّـــــارُ
*
لم يبهَتــوا عنـــد أيِّ معضلــةٍ
================فحُكمهـــم للعقـــــولِ إبهـــــارُ
*
قـــد طـــابَ مولِدُ من أحبَّهـــمُ
================والشانئـُــونَ أصولهـــــم عــارُ
*
تفاضَـــلَ الخلــقُ في مودَّتهـــم
================أكيـــاسُ عنـــدَ الإلــــهِ أبـــرارُ
*
فخاتــمُ الرُّســـلِ ذاكَ سيِّــــدهم
================محمَّـــدٌ صفـــــوةٌ ومختــــــارُ
*
أوَّلُ أنــــوارهم وفاتِقــهــــــــا
================مبعثـــــهُ رحمــــــةٌ وإنـــــذارُ
*
وفاطــــمٌ بنْتـــــهُ مقـــدَّســـــةٌ
================أنــــــوارها للوجـــــودِ إزهارُ
*
دارت عليهــــا القرونُ معرفةً
================تخطُّهــــــــا بالجلالِ أدهـــــارُ
*
وزوجُها صِنوُهُ الوصيُّ هو الـ
================ـهادي الـــذي ليس فيــــهِ إنكارُ
*
زانَ الفضائــــلَ شخصُهُ شرفاً
================أدلـــى بـــــذا خيرةٌ وأشــــرارُ
*
وابنــــاهُ خيرُ الـــوجودِ بعدَهمُ
================علاهُمـــــا ســـــؤددٌ وإكبــــارُ
*
ريحانتــــــا جــدِّهــم وفلذتــــهِ
================حبُّهمـــــــا للذنــوبِ تبَّــــــــارُ
*
ثـــمَّ علـــــيٌّ حليـفُ سجدتــــهِ
================الثَّافــــنُ الجبـــهِ فهــــو مِعفارُ
*
السَّاكــــبُ الدَّمــعِ دونَ أسرتهِ
================مجـــالدٌ في البـــلاءِ صبَّــــــارُ
*
فباقـــــرُ العلمِ حيـــــنَ فِترتــهِ
================قطــــبُ المعارفِ ليس يحتـارُ
*
أتـــى بما غـــابَ عن جهابـذةٍ
================على خطا بيِّناتــــــهِ ســــاروا
*
فجعفــــرٌ مـن غــدا بمجلســهِ
================محجَّــــةً تقتفيـــــهِ أمصـــــارُ
*
حامــــلُ فقـــهِ الأُلى وناشرُهُ
================موضِّحـــاً ما فتـــــاهُ مهـــذارُ
*
فكاظمُ الغيظِ في سجونِ ردى
================وغدٍ عنيــــــدٍ عليــــهِ أسوارُ
*
بابُ الحوائـــــجِ عنـــد بارئنا
================موســى الرَّشيــدُ رنتهُ أنظارُ
*
ثمُّ ابنهُ العاطفُ الرِّضا فهو الـ
================ـسُّلطانُ لا مَن بمُلكِهـم باروا
*
غريبُ طوسٍ فديــتُ غُربتَهُ
================حنَّت إليهِ تحــــومُ أطيـــــارُ
*
فعالـــــمُ الفقــهِ رغم غُلمتــهِ
================ذاكَ الجوادُ بنضجهِ احتاروا
*
بــــــرٌّ تقـــيٌّ قـــرينُ معبـدهِ
================دانت لـــــهُ بالعلـــــومِ أحبارُ
*
ثمَّ النَّقــــــيُّ سمـــيُّ حيــدرةٍ
================من كــــــادهُ سِفلـــــةٌ وفُجُّـارُ
*
ساسَ افتتانَ الورى بحكمتـهِ
================وحدَّ ما غاصَ فيهُ نُظَّــــــارُ
*
فالعسكريُّ المُنيرُ ذا حســـنٌ
================حليفُ صمـــتٍ دعــاهُ مكَّــارُ
*
الكاتـــمُ الحقَّ ليسَ يُعلنـــــهُ
================إلا بمــــــا يقتضيهِ إظهــــارُ
*
ثمَّ ابنهُ صاحبُ الزمانِ هو الـ
================ــموتــــورُ للظَّالميـــنَ قهَّـارُ
*
القائـــــمُ المرتجــــى بغيبتـهِ
================مهديُّنــــا تفتـــديــهِ أعمـــــارُ
*
هـــم عُدَّتــي للمعــادِ أحسبهم
================ليومِ فصــــلٍ دهتــــهُ أخطارُ
*
أرجو بهم رفعـــةً ومكرُمـــةً
================يحظى بها قربَ قدسهم جــارُ
*
ورفقـــــةً في الجنانِ يذخَرُها
================ربٌّ سخيُّ العطـــاءِ جبَّـــــارُ
*
عليهِـــمُ أحمـــدُ الإلـــــهَ بمــا
================استنقذنــــــا إنَّـــــــهُ لغفَّـــــارُ
*
صلّـــى عليهم وزادَ محتفيــــاً
================ما لاحَ للكائنـــــاتِ إبصـــــارُ