في السنة التاسعة من الهجرة([2]):
رَوَى الْوَاقِدِيُّ بِأَسَانِيدِهِ: أَنَّ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيَّ([3]) قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَدَعَاهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
فقال أبوه: والله لا أحملك أَبَدًا وَسَمِعَتْ أُخْتُهُ كَلَامَهُ فَأَسْلَمَتْ وَجَهَّزَتْهُ حَتَّى سَارَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى تَبُوكَ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَعِيرٍ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ خَالِدٍ إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ فَلَمَّا رَجَعُوا عَرَضَ وَاثِلَةُ عَلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ مَا كَانَ شَارَطَهُ عَلَيْهِ مِنْ سهم الْغَنِيمَةِ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ إِنَّمَا حَمَلْتُكَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ.
وجاء في كتاب معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ج5 ص362: انتشرت قبيلة كنانة قبيل ظهور الإسلام وعند ظهوره فكثرت فروعها وانضوى تحتها كثير من القبائل الضعيفة، ودخل فيها فروع من خزاعة ومن كنانة. وبعد انتشار قبيلة كنانة وقوتها أصبحت مسيطرة على الساحل الشرقي من البحر الأحمر واختلطت مع جهينة في البلاد، وفي النسب بسبب الجوار والتحالف، وبقي هذا الاختلاط ممتدا إلى عصرنا الحاضر.
[1] قبيلة بني كنانة بكسر الكاف وفتح النونين، وواحدهم (الكِنَانِي)، قبيلة خندفية مضرية عدنانية ينتمي إليها النبي محمد، موطنها الأصلي في السعودية ويتواجد معظمه أفرادها اليوم في العراق والأردن ومصر والسودان والأحواز وفلسطين وبشكل أقل في تونس والمغرب وسوريا واليمن. [2] البداية والنهاية ط الفكر ج5 ص91 [3] الصحابي واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الليثي الكناني من قبيلة كنانة. وقيل: واثلة بن عبد الله بن الأسقع، كنيته أبو شداد، وقيل: أبو الأسقع وأبو قرصافة. أسلم النبي يتجهز إلى تبوك، وقيل: إنه خدم النبي ثلاث سنين. وكان من أصحاب الصفة.