على شرفة المساء جلست كئيباً بحاجة لأن أصرخ لا بل أن أبكي ربما مع الصراخ والبكاء أنفث ما بداخلي من الغضب والشوق
كنت متأكداً أن الصوت الهامس الممتزج مع نسيم الغروب هو صوت أمي وأن العمامة البيضاء التي تعلو تلك الغيوم عمامة والدي وهذا الصدى العائد صوت مسبحته
نعم كنت متأكداً
سررت وارتسمت على شفاهي ابتسامة نقلتني إلى عالم أسكرني عناق أفقه واشغفني جميل لطفه وآثرني موكب ألقه
أتعرفون نحن لا نحس بالشوق للمحبوب إلا عندما نبتعد عنه
اليوم لم نعد أطفالاً نصِّلي الدبق للعصافير ولم نعد الأطفال الذين يكتبون وظائفهم ويحلون مسائل الحساب على (اللبّاد)
لقد كبرنا وكبرت الأحلام
تركنا القرية الغافية بهدوءٍ بين أشجار السنديان والبلوط وجئنا المدينة التي تعجّ بالازدحام والضوضاء
ترى هل ستقدر ذاكرتنا أن تباعد بين القرية والمدينة لا 00 لن تقدر00 لكن 00 سأخبركم ربما لم تعد القرى هي القرى ولا غناء الصبايا هو الذي كان يوم كنا
اختلفت الأشياء تحولت الأحلام وتحول الزمن