" وسع كرسيه السموات والأرض " ..من من البشر كان سيرمز إلى بلايين الكواكب والشموس والأقمار والأرض بالكرسىّ ؟..أفصح العرب كان سيرمز إليها بالكون أو الملكوت أو العالم أو..أو..ولكن القرآن العظيم جمعها فى " الكرسىّ " ، وحق له ، فهو فريدٌ فى ألفاظه وليس كمثله شيئ.. . والإنسان أول ما يفكر يفكر فى التعب الذى سينال مالك هذه الأشياء من جراء المحفاظة على سلامة مملوكاته ولكن القرآن العظيم يعقب قائلا " ولا يؤوده حفظهما "..
ثم نقرأ فى آية أخرى فى سورة الكهف " كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا.."..بالله من من البشر كان سيرمز إلى عدم العطاء بـ " لم تظلم "..إنه التعبير الإلهى الفريد الذى لامثيل له بين البشر – حتى لو كانوا أفصح عرب البادية – فلا تأخذك الريبة لحظة واحدة أن القرآن الكريم هو دليل محمد صلى الله عليه وسلم على أنه خاتم الأنبياء والمرسلين .
لا أدرى ما العلاقة بين تأليف القرآن و صنع كوكب فى الفضاء..ككوكب عطارد أو الزهرة او المشترى..فصنع القرآن ليس أقل صعوبةً من صنع كوكبٍ بجباله ووديانه ومعادنه وضخامته وموقعه بين النجوم فى الفضاء..إلخ . إنه نفس الإعجاز الذى لا يقدر عليه إلا من هو على كل شيئ قدير . وكذلك الآية التى تنهانا عن الغيبة..أعظم فصحاء البشر كان سيعظنا بأن الكلام فى الناس وراء ظهورهم عملٌ قبيح ولا يليق بالمؤمن أن يغتاب أخاه ثم يكون صديقه بعد لحظات..فضرب القرآن العظيم المثل الربانى..الذى لا يخطر على قلب بشر..فقال " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه " .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 09-13-2021 في 08:29 AM.