على تلك الزاوية تجلس المشاعر في صندوقها المغلق يفيض بها ،تحاول الخروج منه إلى السطح ،لا أسمح لها واحتجزها بقسوة بالغة،ياترى لماذا؟
ببساطة لأن هذا الأصوب ،ضمائرنا تحكمنا،وعواطفنا التي تحاك حكاياتها في داخلنا من خيالنا ومن نسجه الأجدر بنا وضعها في مكب النفايات والتخلص منها نهائيا ،في الذاكرة تتراكم قراطيس من الكلمات المختلجه في شغاف الروح ،لايدرك الأنسان أنه يتوهم إلا حينما يعيد القدر السيناريو بطريقة عابرة أو بسخرية مضحكة ومحزنة في نفس الوقت،لاتسمح لأي شعور أن يقودك ،أدرك أن الكلام سهل وأننا لانجيد شيء سوى التفوه به ،ثابر تخلص من العوالق ،نظف ذاتك ،أشرق من الداخل لتشرق من الخارج ،ما جدوى إهدار وقتك في شيء لايستحقك،في كيان أساسًا غير مبالي بك ،أحب ذاتك ،نحن لانحب غيرنا لأننا نحبه نحن نحب غيرنا حينما نفتقد حبنا لذواتنا ولو تشبعت ذواتنا بحبها ونظفت من التراكمات ،وسعينا لتطورها،سنضحك كثيرًا على سخافتنا وعلى سخافة من نعتقد ونظن أنهم سعادتنا ،أدرك أن صوت العقل يختلف تمامًا عن صوت القلب ،فلكل منهما عالم آخر خاص به يستحيل تداخله ببعضه كإستحالة إلتقاء الليل بالنهار في الوقت ذاته ،لكل ذاته، ولكل قدره ولكل حضوره وكيانه ،أن تحب بعقلك يعني أن تنسى أنك تملك قلب أن تملؤه بالحب عن طريق مسبباته مثلا :قراءة قصة أو قصيدة ،أو خاطرة ،وما إلى ذلك من مسبباته المتعدده ،شعور مؤقت تعيشه في لحظة ثم مثل البالون ينفجر ويذوب في الهواء ،ثم تدير ظهرك وتمضي إلى حياتك بشغف وحلم وإصرار سر السعادة النفسية حب الذات وتعزيز الأنا،لاتسمح لأحدهم بطمس كيانك لترضيه،واجه كل شيء ،حب العقل يكمن في تجاذب الأفكار ،إلتقاء الأرواح ،أن تكون الإهتمامات نفسها ،وهناك نوع أخر أن تكون مصلحتك في هذا النوع بالذات ،وظروفك الحالية لاتعطيك سوى هذا الخيار من الحب ،بمعنى أدرك جيدًا في داخلي أنه ليس المطلوب ولا المرغوب ولكنه يظل أفضل من أسوء الموجود ،أي إنسان مصالحك معه أكثر دنيوياً أو أخرويًا ،حب العقل مثل التجارة إلا أنه يفوز عنها أن يغلب عليه الربح ،أما حب القلب فهو تسول للشعور لتعزيز نقص في الشخصية ،أو لتعزيز الشعور بالأمان ،يندر صدقه والوفاء به،غالبًا من يمرون به يعانون منه ملقون على نوافذ النسيان ،منطفئون لاطاقة فيهم ولا حياة ،باهتون ،حزينون ،لا أمل ولا حبور ،كآبة دائمة ،بصراحة الأصح هو الحب الذي يهديك إياه القدر ،الذي لاتركض خلفه ولا يركض خلفك ،الله خلق النفوس ويعلم بها أكثر من علمنا بأنفسنا ولربما في بعده عنا أناس رحمة لنا ،ولربما كان العذاب سيلاً ،لو حدث ما أردنا ،تريد أن ترتاح أرضى ،أمضي كما يريد الله لك لا كما تريد ،وكل جميع أمورك لله،وعش كل يوم في حياتك كأنه أخر يوم لك ترتاح ،لاتعلق أمالاً كبيرًا على أحدهم ولا تنتظر من أحد يعطيك ملعقة صغيرة من السعادة المزعومة في وجهة نظرك لتسعد ،كل مافي الأمر أنهم مجرد وهم وسمحنا له أن يكبر بسبب ضعفنا في لحظة ما وانكسارنا ،قد يرميك الله بسهام البلايا حتى أنك لتعجب ،لتدرك أنه فعلًا ماتسعى له محال،تعلم ،تأمل،حاول أن تفهم رسائل الله لك ،لم نخلق عبثًا،وازن بين دينك ودنياك ،خذ النافع من كل شيء وأترك الضار صادق الفضيلة وحارب الرذيلة ،حاسب نفسك مرارًا وتكرارًا ،صدق الحبيب حينما قال (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)عليه أفضل الصلاة والتسليم
مهما غمرت في الوجع غمرًا تفائل
فخزائن الله لاتنفذ فلربما قد كنت غافلاً عن الدعاء وأراد الله سماع صوتك فأبتلاك،(الرضى ،القناعة، القبول) مفاتيح الراحة والتسامح مع الذات اغفر لذاتك حرر غضبك ،واجه مخاوفك ،تقبل ذاتك افخر بها مهما حدث ومهما كان ،فهذا قدر كان عليك من قبل أن تلد ارضى تغنم الرضى هو الفلاح في الآخرة والصلاح هو النجاة فيها اللهم ارزقنا قلبًا ذاكرًا ولسانًا خاشعًا وبالاً مطمئن،وسكينة وراحة ورضا وسعادة ورزق واكفنا شر القدر وفواجع الزمان وارضى عنا وادخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب.