تأمّلاتٌ في صباحٍ مُلهِم صَبَاحٌ فِي زُحَامِ النَّاسِ يَخْتَالُ عَلَى الطُّرُقَاتِ مَزْهُوٌّ كَأَنَّ مَسِيرَهُ بَعْثٌ وإِنْشَاءٌ وَإِرْسَالُ تَمَتَّعَ فِي بَيَاضِ الْحُسْنِ تَحْلُو فِي مَسَامِعِهِ حِكَايَاتٌ تُعَدِّدُ فَضْلَهُ وَيَعُودُ بَعْدَ غِيَابِهِ مَرِحًا كَأَوَّلِ مَا بَدَا أَلِقًا كَحُبٍّ صَاغَ قِصَّتَهُ تَعَوَّدَهُ فَغَنَّى الْعَاشِقُونَ لَهُ: صَبَاحٌ كُلُّهُ فِينَا تَبَاشِيرٌ وَآمَالُ ... أَفِيقُ بِهِ أَسِيرًا بَيْنَ أَزْمِنَتِي طَلِيقًا فِي مَتَاهَاتِ المَكَانِ عَلَيْهِ رَحَّالُ أَجُوبُ شَوَارِعًا مُلِئَتْ صَبَاحًا لَمْ يَكُنْ بِخُطُوطِهِ قَيْدًا وَلَمْ يُطْلِقْ لِأَشْرِعَةِ السَّمَاءِ قِيَادَ رِحْلَتِهِ حَبِيسٌ فِي اسْتِدَارَتِهِ كَأَنَّ الظِّلَّ وِجْهَتُهُ وَفِي الأَطْرَافِ أَذْيَالُ سَمَا فَبَدَوْتُ مُعْتَمِرًا رَجَاءً أَهْتَدِي بِالْقَلْبِ أَخْطُو فِي زُحَامِ النَّاسِ يَرْمُقُنِي بِأَشْوَاقٍ صَبَاحٌ أَطْلَقَ الإِحْسَاسَ فِي الأَنْفَاسِ يَكْتَالُ ... لَعَلِّي بَعْضُهُ أَنْزَاحُ مُبْتَدِئًا يُعَادِلُ مَشْرِقِي حَجْمَ الْغُرُوبِ وَأَنْتَهِي دَوْمًا كَمُشْتَعِلٍ لِحَرِّ الْخَافِقِ الْمَوْجُوعِ مَيَّالُ لَعَلِّي كُلَّمَا بَرَقَتْ بِخَطِّ الأُفْقِ نَشْأَتُهُ خَطَطْتُ عَلَى الرُّؤَى حُلُمًا طَوِيلاً دُونَمَا أَلَقٍ كَمَدِّ الأُفْقِ مُمْتدًّا وَلِلْأَبْعَادِ إِكْمَالُ وَأَمْضِي مِثْلَ طَيْرٍ فِي الشَّوَارِعِ يَزْدَهِي عَبَثًا لِيُسْكِتَ ذَلِكَ الْحُبَّ الْمَزَقْزِقَ عِنْدَ أَوْكَارِ النُّشُوءِ يَغُرُّهُ دَوْمًا صَبَاحٌ بَعْضُهُ شَغَفٌ وَإِقْبَالُ ... تَوَزَّعَ فِي الْمَدَى وَقْعُ الْخُطَى وَالنَّاسُ تَنْهَالُ وَأَبْوَابٌ عَلَى الأَهْوَاءِ قَدْ فُتِحَتْ وَأَرْوِقَةٌ تَفِيضُ بِسَعْيِ مَنْ مَرُّوا بِهَا وَمَلاَمِحٌ فِي الذِّكْرَيَاتِ تَعَثَّرَتْ عَرَضًا وَأَحْلامٌ وَأَفْعَالُ وَبَيْنَ الْجَمْعِ مُفْتَرَقٌ عَلَى وَعْدٍ يُغَرِّرُ خَافِقًا تَعِبًا تَمَالَك حُبَّهُ دَوْمًا فَبَاتَ الْحُبُّ يَحْتَالُ وَبَيْنَ الْجَمْعِ قَدْ لاَحَتْ كَمِثْلِ طَهَارَةِ الأَنْدَاءِ وَاقْتَرَبَتْ سَمَاءً بُعْدُهَا طَلَبٌ وَحِينَ مَضَتْ بَقِيتُ بَقَاءَ مُرْتَقِبٍ فَقَدْ يَأْتِي صَبَاحٌ يَعْدِلُ الأَشْوَاقَ بِالأَنبَاءِ هَطَّالُ. أحمد علي الفاخري ليلة الأربعاء، 22. سبتمبر. 2010 بئر العالم، طرابلس – ليبيا