القرآن نزل فى القرن السابع الميلادى . وكان بينه وبين قصصه آلاف السنين . فكيف تحكم عليها وقد صارت أحداثا تفصلك عنها الآلاف من السنوات ؟
لنأخذ قصة " طوفان نوح " مثلا..إنها ضاربة فى القدم ، فهى قصة الأب الثانى للبشرية جمعاء . إن بعض أجزاءٍ من بلاد النوبة فى شمال السودان تنحسر عنها مياه السد العالى أحيانا.. فلا تكاد تعرف أن تلك المناطق كانت مغمورة بالمياه لعشراتٍ من السنين خلت ناهيك عن إقليمٍ غرق لبضعة أيام منذ عشرات الآلاف من السنين !..وقصة قوم عادٍ بالأحقاف كانت قبل العديد من الآلاف من السنين . وقد حكى القرآن عن الرياح التى هبت عليهم..وقد أزيلت كثبان الرمال هذه بواسطة الجرافات الحديثة منذ عهد قريب فبدت لنا مدينة آية فى جمال العمران..فلماذا لا تكون " إرم ذات العماد " التى لم يخلق مثلها فى البلاد ؟..وماثلة أمام أعيننا بيوت أهل ثمود التى اشتُقت من الصخور فى مدائن صالح فى شمال الجزيرة العربية..كما تقف شامخةً أمام أعيننا أوتاد فرعون..وهل نتوقع أن يكون الأثر باقيا على أمواج بحرٍ شق بواسطة عصا سيدنا موسى قبل أكثر من ثلاثة ألف عام..أو أثرا لفتية ناموا فى كهفٍ من الكهوف ثلاثمائة سنة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام !!
إننا نجد مثل هذه القصص فى كتاب الله الذى يقول فيه " ولو كنتم فى ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب من بنى هاشم تربى فى مكة وبين شعابها وسط عرب الجزيرة العربية وباديتها..ولم يذهب بعيدا..فمن أين أتى بهذا الحديث الذى قال عنه الوليد بن المغيرة - وهو الخبير باللغة العربية..سجعها ورجزها وقصيدها ونثرها - ( إنه لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر وإنه يعلو ولا يعلى عليه ) !
وثانيا : يقول المنكرون وفلاسفة العصر الحديث وأساتذة الجامعات بأمريكا وأوربا والصين والاتحاد السوفيتى سابقا وكل العالم المتحضر إن الكرة الأرضية وليدة التطور والدهر الطويل والطبيعة الصماء..حسنا فما الذى جعلها تدور حول محورها مرةً كل 24 ساعة وبدقة متناهية طيلة ملايين السنين ؟!..فليجب على هذا السؤال أساتذة فرنسا وأوربا الذين يمنعون طالبات المدارس من ارتداء الحجاب بحجة أنه تخلف !..وكيف أتى التطور والدهر الطويل بشمسٍ وضوء وحرارة..ثم جعل بينها وبين الأرض طبقةً واقية تسمى بالأوزون تقى الناس من أضرار أشعة الشمس ؟..فليجب على هذا السؤال من هم من شيعة مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة المتحضرة ومحوّل مساجدها إلى اسطبلات خيول !
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-06-2022 في 07:53 AM.