ليست تجربة استثنائية صوارخ اسرائيل على محيط دمشق ليلة أمس وما امتد إلى العمق الإنساني، بينما تسعى تيارات مختلفة للتحرر من الاحتلال وتحطيم قيد الهيمنة الاسرائيلية، اختزلت رسائل النيران كم الحقد وسعت للتحرش بإيران عبر دمشق ولارعاية إنسانية.
لم تكن ليلة أمس آمنة، كانت صافرات الإنزار تدوي باثةً الرعب في نفوس صغار المدارس الذين يستعدون للعودة إلى مقاعد الدرس بعد عطلة انتصافية حافلة ترقباً بينما كانت تتعافى دمشق من وباء"كورونا"تاركة بين شوارعها عناوين تحدي وصمود أمام أزمات حادة اقتصادية وصحية!
تعدي على السيادة الآمنة التي امتدت لأكثر من نصف قرن، تسعى "اسرائيل"لبث الرعب وزرع الرهبة في النفوس الأبية، تنتشلها لفضاء ضيق المساحة مضيقة دوائر الالتزام التي انتهجتها دمشق منذ بداية الأزمة واقتحام المنازل الآمنة.
التهم الحريق أعشاش الحمام، ورسائل السلام التي تبثها دمشق للعالم كل صباح، اندست صواريخ الغدر فواتيرالمياه وشعب الخيام، تسللت غدراً غمام فبراير مغتالة مشاعر الحب والوئام، دمشق منفتحة على حب الشعوب التي أخلصت لها مدونة لقلوبهم عيداً لونه أحمر، تكتبه أنشودة بالاستعارة والتشبيه الإنساني البليغ توثقه بوفاء أقوى من مواثيق حقوق الإنسان التي تنادي بها المحافل الدولية.
• وتنهال قراءات الوضع الراهن وتكهنات الساعة، دمشق ترد، نفذ صبرها تلك الأم مُفجرة سماءها باروع قصائد عشق تنتهي قوافيها عند شواطئ الحياة، رغم الموت، ورغم عشرات نشرات الأخبار التي تنعي الإنسانية، والتي تتساءل ما الذي يحدث فيك يادمشق بالضبط!؟
• كم مزدحمة هي"محطات" الانتظار التي يأوي إليها الأهالي في كل يوم، يأملون العودة إلى لابيت،إلى لاعشٍ يستوعب كم اشتياقهم لمنزل يحضن آمالهم وفتيةٍ ينسجون من ستائر العتمة أشعة نور وأمل بغد أفضل وحدٍ أدنى من حرية التعبير في أن يحيوا كما أرادوا للحياة!
منحدرات تحترق عندشروق الفجر
وقبل الغروب بقليل جثث الرفاق
يحتضنها التراب!
وبساتين جدي لاظلال فيها
لقد فعل فعلته القدر
وأحرق آخر خيوط الأمل!
جدي كان يزرع الأمل فينا
وأصبح عاطلاً عن العمل
لقد سرق السجان مهنته
وأهداها لغربان الكهوف
المعتمة!