يا جسرَ بغدادَ هلْ للقيدِ مِنْ فرجٍ لا تحزنَنَّ إذا الأيامُ ما انقلَبَتْ فاللهُ يسّرَها في أحلَكِ المِحَنِ عِشْ في الحياةِ سعيداً حيثُما وُجِدَتْ فالمرء رهنٌ لسير الدّهر والزمن لا تركننَّ إلى الأهواءِ لو قرُبَتْ فكُلِّ هجرٍ إلى الأحبابِ ذو ثمَنِ وامْسِكْ عُرى مَنْ لهُ التوحيدُ إنْ صَعُبَتْ هذي الحياةُ ولا تركنْ إلى الفتَنِ فكَم وكمْ مِن أسيرٍ قد نجا وَلِكَمْ مِن مُسْتبيحٍ رماهُ الدّهرُ بالشّجنِ أطلالُ هارونُ قدْ ولّتْ برُمّتها أمّا لموسى فذاكَ الرَّوضُ في وطني أيامُ هارونُ ولّتْ واسْتوَتْ قِصَصاً في عالمِ الخزيِّ والتزييفِ والدّدَنِ خذني إليكَ طريحَ الجِسرِ مُحتَسِباً مثلَ الحمامةِ إنْ حنّتْ إلى الفَنَنِ ودَمْعُ قلبي معَ الزّوارِ مُنسَكِباً لو أقبلَ الزَّحْفُ مِنْ بغدادَ واليمنِ يا جسرَ بغدادَ هلْ للقيدِ مِنْ فرجٍ قدْ تاهَ فكري وما للعينِ مِن وَسَنِ ومُذْ مرَرتُ على أطلالِهِ انسَكَبتْ مِنْ باطنِ القلبِ أشجاناً إلى العلَنِ يا قيدَ موسى وسُمَّ البغي يرفدُهُ النَّصْرُ للحقِّ لا للحقدِ والضَّغَنِ يا شرعةَ الدِّينِ إنَّ القلبَ منفَطرٌ كالمُستهامِ رماهُ الشوقُ بالوَهَنِ السِّجنُ والقيدُ والأرزاءُ والألَمُ قلْ لي بربِّكَ هل هذا مِنَ السُننِ لا زالَ هارونُ عند البعضِ مفخرةً فيمَ الرجالُ تراهُ غيرَ مؤتمَنِ فمُذْ تولّيتَ كانَ القتلُ دينَكُمُ ولا لكُمْ بِصِلاتِ الرّحمِ مِنْ رَسَنِ مَنْ لا تسامِحُهُ الأرحامُ والبشرُ أمسى تلازِمُهُ اللعناتِ للكَفَنِ قبرٌ لموسى ترى الأيامُ ترفعُهُ وذاكَ هارونُ في طامورةِ الدِّمَنِ أبو حسين الربيعي 24/2/2022 – دبي 23 رجب 1443 هــ البسيط