لباسُ التقـــــوى
بقلم : سرالختم ميرغنى
قد يصادف الرجل امرأة أجنبية عنه..فيتحاشى النظر إليها..رغم مفاتنها..فيختلس النظر إلى لباسها..إن كان ساترا لجسمها..فإن كان مظهرا لزوايا جسمها..يطيل النظر قليلا..ثم يسدل عينيه..مستغفرا..وساخطا على الشيطان..الذى يبارح نظره..ويصعد إلى عقله..فيرسم ما رأى فى لوحات..مجسمة ًعارية..والعكس بالعكس..تتخيل المرأة شواربه..وشفتيه..وتتخيل صوته الأجش..وشعر صدره..ويديه..ويرسم لها خيالها صورا أخرى مختلفة الأحجام..ولا تلبث أن تستسلم إلى هذه الصور..حتى يفيقها صوتٌ آخر..أو تقرأ آية قرآنية..فتستغفر الله..وتتوب إليه . ولكن ينبغى أن يغض الرجل أو المرأة نظره من أول وهلة..فلا يسترسل..وينشغل بأشياء أخرى..وهنا يلعب لباس التقوى دوره..فيتذكر أن هنالك من يراقبه..ويرصد حركاته..لن يطيل النظر حتى لو كان لبس المرأة قصيرا..أو ضيقا..يبعد عنها ويريح باله..فالنظرة الأولى تقود إلى النظرة الثانية..والثانية إلى التخيلات..والتخيلات تقود إلى الابتسامات..ثم إلى السلام فالكلام..وهلم جرا..أحسن شيئ أن نختصر القصة من بدايتها..ونبعد من طريقها..ونضع نهاية ًلها..ونستريح .ما أجمل لباس التقوى..إنه أقوى من درع ٍحديدىّ ! إنه يحميك مهما كان لباس المرأة قصيرا..أو شفافا..! فإذا آمن أحدنا إيمانا يقينيا راسخا فإن لباس التقوى سيمنعه من كل السيئات..فإذا رأى منكرا فإن ضميره أول من سينهاه عنه..وإن رأى حسنة..فإنه سيسارع إليها..فهو كأنه يرى الجنة والنار !!