خاطرة..
من وحي الخاطر
يقال أن الأدب ايحاء ، والخاطرة هي خلجات النفس في فضاءات جواهر الكلام الذي لا تحده حدود ، هناك حيث تتنفس الروح الصعداء ، حيث شهقات الفرح وتنهدات الحزن والألم ، وأنين الشجون ، هي مونولوج داخلي يتعدى كل آفاق ويخترق العلانية في سر المكبوت ، هي خطاب ، وعتاب ، وتداعيات لمشاعر أبت الا أن تخرج الى الوجود بعد المخاض العسير ... هي تلك الوقفات على مخلفات العواصف والصواعق التي تهتك حرمة النفس ، هي تلك المشاعر النبيلة في لحظات الأنس ... يعبر عنها بأثمن الكلمات وتسقط عند ترتيلها أعز العبرات ... هي تدفق وانسياق دون تكلف ولا اجهاض ولا عمليات قيصرية ، هي ناموس توحيه مكامن الذات وجواهر الشمائل ، هي ذلك الطوفان الذي يحتوي سكون الكون وانفجارات الأنا ... هي ذلك الشيء الذي عندما يتكلم يلزمنا بالصمت في منازل السكون ... انها الجنس الأدبي اللطيف الذي يستمد الشعر منه قوته ووجوده ... فاذا أردت أن تكتب الخاطرة فكن الشاعر المتحرر من كل القيود ... أقول لك تحرر من كل القيود ... ولهذا تراني أعشقها حتى الثمالة لأنها المرأة الوحيدة التي تطاوعني في شطحات الكتابة ورقصات التحبير وطقوس الترتيل ... أصيب منها ما أشتهي ... يعرفها الحبر والقرطاس والقلم ... انها بوابة الافراج عن كل مكبوت ، وحرية المقيد الممنوع ...
هكذا يا سيدي تكتب الخواطر ويسكب الحبر المقدس .