لماذا تزور؟! لِأَنَّكَ إِنْ زُرْتَ أَشْعَلْتَ نَارًا لَهَا فِي ثَنَايَا الصُّدُورِ جُذُورْ لِمَاذَا تُعِيدُ العَذَابَ لِقَلْبِي وَتَنْكَأُ جُرْحًا عَفَا مِنْ شُهُورْ نَسِيتُكَ.. لَا بَلْ نَسِيتُ الحَيَاةَ نَسِيتُ الزُّهُورَ وَشَدْوَ الطُّيُورْ نَسِيتُ ابْتِسَامَاتِكَ السَّاحِرَاتِ نَسِيتُ الهَوَى والْمُنَى وَالسُّرُورْ سَكَبْتُ عَلَى دَفْتَرِي ذِكْرَيَاتِي فَأُثْبِتُ سَطْرًا وَأَمْحُو سُطُورْ يُسَائِلُنِي النَّاسُ عَنْ حُبِّنَا فَأُظْهِرُ أَمْرًا وَأُخْفِي أُمُورْ إِلَى أَيْنَ تَأْخُذُنِي الذِّكْرَيَاتُ لِعَهْدٍ عَلَيْهِ حِجَابٌ وَسُورْ لِعَهْدٍ يَلُفُّ حَيَاتِي حَنِينًا وَيَمْلأُ قَلْبِي شَجًى وَفُطُورْ أَطَارِدُ بِالأَمَلِ الأُمْنِيَاتِ فَضَاعَتْ حَيَاتِي هَبَاءً وَزُورْ مَحَضْتُكَ يَا سَاكِنَ القَلْبِ حُبًّا يُسَامِي الجِبَالَ وَيَطْوِي البُحُورْ فَأَعْرَضْتَ عَنِّي وَأخْلَفْتَ ظَنِّي فَصِرْتُ كَأَنِّيَ عَانٍ أَسِيرْ فَمِنْكَ تَعَلَّمْتُ غَدْرَ اللَيَالِي وَعُقْبَى التَّعَالِي وَجَوْرَ الْغُرُورْ وَلَمَّا جَفَوْتَ اخْتِيَارًا جَفَوْتُ اضْطِرَارًا فَإِنَّ الزَّمَانَ يَدُورْ فَبَعْدَكَ كُلُّ القَوَافِي سَرَابٌ وَبَعْدَكَ كُلُّ القُصُورِ قُبُورْ وَبَعْدَكَ يَا فَاتِنِي كُلُّ رَقْمٍ صَحِيحٍ غَدَا فِي عُيُونِي كُسُورْ فَأَرْجُوكَ دَعْنِي أُصَارِعُ حُزْنِي وَأَحْيَا بِصَبْرِي وَلَسْتُ الصَّبُورْ وَحِيدًا بَعِيدًا عَنِ الذِّكْرَيَاتِ الخَوَالِي فَأَرْجُوكَ أَلَّا تَزُورْ